وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ↓
" وَهُوَ " تعالى " الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ " ينفذ فيهم إرادته الشاملة, ومشيئته العامة.
فليسوا يملكون من الأمر شيئا, ولا يتحركون, ولا يسكنون إلا بإذنه.
ومع ذلك, فقد وكل بالعباد, حفظة من الملائكة يحفظون عليه ما عمل كما قال تعالى: " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ " " عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
فهذا حفظه لهم في حال الحياة.
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا " أي الملائكه الموكلون بقبض الأرواح.
" وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " في ذلك, فلا يزيدون ساعة مما قدره الله وقضاه, ولا ينقصون, ولا ينفذون من ذلك, إلا بحسب المراسيم الإلهية, والتقادير الربانية.
فليسوا يملكون من الأمر شيئا, ولا يتحركون, ولا يسكنون إلا بإذنه.
ومع ذلك, فقد وكل بالعباد, حفظة من الملائكة يحفظون عليه ما عمل كما قال تعالى: " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ " " عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
فهذا حفظه لهم في حال الحياة.
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا " أي الملائكه الموكلون بقبض الأرواح.
" وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " في ذلك, فلا يزيدون ساعة مما قدره الله وقضاه, ولا ينقصون, ولا ينفذون من ذلك, إلا بحسب المراسيم الإلهية, والتقادير الربانية.
ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ↓
" ثُمَّ " بعد الموت والحياة البرزخية, وما فيها من الخير والشر " رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ " أي: الذي تولاهم بحكمه القدري, فنفذ فيهم ما شاء من أنواع التدبير.
ثم تولاهم بأمره ونهيه, وأرسل إليهم الرسل, وأنزل عليهم الكتب.
ثم ردوا إليه ليتولى الحكم فيهم بالجزاء, ويثيبهم على ما عملوا, من الخيرات, ويعاقبهم على الشرور والسيئات,, لهذا قال: " أَلَا لَهُ الْحُكْمُ " وحده لا شريك له " وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ " لكمال علمه وحفظه لأعمالهم, بما أثبته في اللوح المحفوظ, ثم أثبته ملائكته في الكتاب, الذي بأيديهم.
فإذا كان تعالى, هو المنفرد بالخلق والتدبير, هو القاهر فوق عباده, وقد اعتنى بهم كل الاعتناء, في جميع أحوالهم وهو الذي له الحكم القدري, والحكم الشرعي, والحكم, الجزائي, فأين للمشركين, العدول عن من هذا وصفه ونعته, إلى عبادة من ليس له من الأمر شيء, ولا عنده مثقال ذرة من النفع, ولا له قدرة وإرادة؟! أما والله لو علموا حلم الله عليهم, وعفوه ورحمته بهم, وهم يبارزونه بالشرك والكفران, ويتجرأون على عظمته بالإفك والبهتان, وهو يعافيهم ويرزقهم لاتجذبت, دواعيهم إلى معرفته, وذهلت عقولهم في حبه.
ولمقتوا أنفسهم أشد المقت, حيث انقادوا لداعي الشيطان, الموجب للخزي والخسران, ولكنهم قوم لا يعقلون.
ثم تولاهم بأمره ونهيه, وأرسل إليهم الرسل, وأنزل عليهم الكتب.
ثم ردوا إليه ليتولى الحكم فيهم بالجزاء, ويثيبهم على ما عملوا, من الخيرات, ويعاقبهم على الشرور والسيئات,, لهذا قال: " أَلَا لَهُ الْحُكْمُ " وحده لا شريك له " وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ " لكمال علمه وحفظه لأعمالهم, بما أثبته في اللوح المحفوظ, ثم أثبته ملائكته في الكتاب, الذي بأيديهم.
فإذا كان تعالى, هو المنفرد بالخلق والتدبير, هو القاهر فوق عباده, وقد اعتنى بهم كل الاعتناء, في جميع أحوالهم وهو الذي له الحكم القدري, والحكم الشرعي, والحكم, الجزائي, فأين للمشركين, العدول عن من هذا وصفه ونعته, إلى عبادة من ليس له من الأمر شيء, ولا عنده مثقال ذرة من النفع, ولا له قدرة وإرادة؟! أما والله لو علموا حلم الله عليهم, وعفوه ورحمته بهم, وهم يبارزونه بالشرك والكفران, ويتجرأون على عظمته بالإفك والبهتان, وهو يعافيهم ويرزقهم لاتجذبت, دواعيهم إلى معرفته, وذهلت عقولهم في حبه.
ولمقتوا أنفسهم أشد المقت, حيث انقادوا لداعي الشيطان, الموجب للخزي والخسران, ولكنهم قوم لا يعقلون.
قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ↓
أي " قُلْ " للمشركين بالله, الداعين معه آلهة أخرى, ملزما لهم مما أثبتوه من توحيد الربوبية, على ما أنكروه من توحيد الإلهية.
" مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ " أي: شدائدهما ومشقاتهما, وحين يتعذر أو يتعسر عليكم, وجه الحيلة, فتدعون ربكم تضرعا, بقلب خاضع, ولسان لا يزال يلهج بحاجته في الدعاء, وتقولون - وأنتم في تلك الحال: " لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ " الشدة التي وقعنا فيها " لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ " لله أي المعترفين بنعمته, الواضعين لها في طاعة ربهم, الذين حفظوها عن أن يبذلوها في معصيته.
" مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ " أي: شدائدهما ومشقاتهما, وحين يتعذر أو يتعسر عليكم, وجه الحيلة, فتدعون ربكم تضرعا, بقلب خاضع, ولسان لا يزال يلهج بحاجته في الدعاء, وتقولون - وأنتم في تلك الحال: " لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ " الشدة التي وقعنا فيها " لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ " لله أي المعترفين بنعمته, الواضعين لها في طاعة ربهم, الذين حفظوها عن أن يبذلوها في معصيته.
" قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ " أي من هذه الشدة الخاصة, ومن جميع الكروب العامة.
" ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ " لا تفون لله بما قلتم, وتنسون نعمه عليكم.
فأي برهان أوضح من هذا; على بطلان الشرك, وصحة التوحيد؟!!
" ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ " لا تفون لله بما قلتم, وتنسون نعمه عليكم.
فأي برهان أوضح من هذا; على بطلان الشرك, وصحة التوحيد؟!!
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ↓
أي: هو تعالى قادر على إرسال العذاب إليكم من كل جهة.
" مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ " أي: يخلطكم " شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " أي: في الفتنة, وقتل بعضكم بعضا.
فهو قادر على ذلك كله, فاحذروا من الإقامة على معاصيه, فيصيبكم من العذاب, ما يتلفكم ويمحقكم, ومع هذا فقد أخبر أنه قادر على ذلك.
ولكن من رحمته, أن رفع عن هذه الأمة العذاب من فوقهم بالرجم, والحصب, ونحوه, ومن تحت أرجلهم بالخسف.
ولكن عاقب من عاقب منهم, بأن أذاق بعضهم بأس بعض, وسلط بعضهم على بعض بهذه العقوبات المذكورة, عقوبة عاجلة يراها المعتبرون, ويشعر بها العاملون.
" انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ " أي ننوعها, ونأتي بها على أوجه كثيرة وكلها دالة على الحق.
" لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ " أي: يفهمون ما خلقوا من أجله, ويفقهون الحقائق الشرعية, والمطالب الإلهية.
" مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ " أي: يخلطكم " شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ " أي: في الفتنة, وقتل بعضكم بعضا.
فهو قادر على ذلك كله, فاحذروا من الإقامة على معاصيه, فيصيبكم من العذاب, ما يتلفكم ويمحقكم, ومع هذا فقد أخبر أنه قادر على ذلك.
ولكن من رحمته, أن رفع عن هذه الأمة العذاب من فوقهم بالرجم, والحصب, ونحوه, ومن تحت أرجلهم بالخسف.
ولكن عاقب من عاقب منهم, بأن أذاق بعضهم بأس بعض, وسلط بعضهم على بعض بهذه العقوبات المذكورة, عقوبة عاجلة يراها المعتبرون, ويشعر بها العاملون.
" انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ " أي ننوعها, ونأتي بها على أوجه كثيرة وكلها دالة على الحق.
" لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ " أي: يفهمون ما خلقوا من أجله, ويفقهون الحقائق الشرعية, والمطالب الإلهية.
" وَكَذَّبَ بِهِ " أي: بالقرآن " قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ " الذي لا مرية فيه, ولا شك يعتريه.
" قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ " أحفظ أعمالكم, وأجازيكم عليها, وإنما أنا منذر ومبلغ.
" قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ " أحفظ أعمالكم, وأجازيكم عليها, وإنما أنا منذر ومبلغ.
" لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ " أي: وقت يستقر فيه, وزمان لا يتقدم عنه ولا يتأخر.
" وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " ما توعدون به من العذاب.
" وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " ما توعدون به من العذاب.
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ↓
المراد بالخوض في آيات الله: التكلم.
بما يخالف الحق, من تحسين المقالات الباطلة, والدعوة إليها, ومدح أهلها, والإعراض عن الحق, والقدح فيه وفي أهله فأمر الله رسوله أصلا, وأمته تبعا, إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر, بالإعراض عنهم, وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل والاستمرار على ذلك, حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره.
فإذا كان في كلام غيره, زال النهي المذكور.
فإن كان مصلحة, كان مأمورا به, وإن كان غير ذلك, كان غير مفيد ولا مأمور به.
وفي ذم الخوض بالباطل, حث على البحث, والنظر, والمناظرة بالحق.
ثم قال: " وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ " أي: بأن جلست معهم, على وجه النسيان والغفلة.
" فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " يشمل الخائضين بالباطل, وكل متكلم بمحرم, أو فاعل لمحرم, فإنه يحرم الجلوس والحضور, عند حضور المنكر, الذي لا يقدر على إزالته.
هذا النهي والتحريم, لمن جلس معهم, ولم يستعمل تقوى الله, بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم, أو يسكت عنهم, وعن الإنكار.
فإن استعمل تقوى الله تعالى, بأن كان يأمر بالخير, وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم, فيترتب على ذلك زواله وتخفيفه - فهذا ليس عليه حرج ولا إثم, ولهذا قال:
بما يخالف الحق, من تحسين المقالات الباطلة, والدعوة إليها, ومدح أهلها, والإعراض عن الحق, والقدح فيه وفي أهله فأمر الله رسوله أصلا, وأمته تبعا, إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر, بالإعراض عنهم, وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل والاستمرار على ذلك, حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره.
فإذا كان في كلام غيره, زال النهي المذكور.
فإن كان مصلحة, كان مأمورا به, وإن كان غير ذلك, كان غير مفيد ولا مأمور به.
وفي ذم الخوض بالباطل, حث على البحث, والنظر, والمناظرة بالحق.
ثم قال: " وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ " أي: بأن جلست معهم, على وجه النسيان والغفلة.
" فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " يشمل الخائضين بالباطل, وكل متكلم بمحرم, أو فاعل لمحرم, فإنه يحرم الجلوس والحضور, عند حضور المنكر, الذي لا يقدر على إزالته.
هذا النهي والتحريم, لمن جلس معهم, ولم يستعمل تقوى الله, بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم, أو يسكت عنهم, وعن الإنكار.
فإن استعمل تقوى الله تعالى, بأن كان يأمر بالخير, وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم, فيترتب على ذلك زواله وتخفيفه - فهذا ليس عليه حرج ولا إثم, ولهذا قال:
وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ↓
" وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " .
أي: ولكن ليذكرهم, ويعظهم, لعلهم يتقون الله تعالى.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي أن يستعمل المذكر من الكلام, ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى.
وفيه دليل على أنه إذا كان التذكير والوعظ, مما يزيد الموعوظ شرا إلى شره, كان تركه هو الواجب, لأنه إذا ناقض المقصود, كان تركه, مقصودا.
أي: ولكن ليذكرهم, ويعظهم, لعلهم يتقون الله تعالى.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي أن يستعمل المذكر من الكلام, ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى.
وفيه دليل على أنه إذا كان التذكير والوعظ, مما يزيد الموعوظ شرا إلى شره, كان تركه هو الواجب, لأنه إذا ناقض المقصود, كان تركه, مقصودا.
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ↓
المقصود من العباد, أن يخلصوا لله الدين, بأن يعبدوه وحده لا شريك له, ويبذلوا مقدورهم في كل مرضاته ومحابه.
وذلك متضمن لإقبال القلب على الله وتوجهه إليه, وكون سعي العبد نافعا, وجدا, لا هزلا, وإخلاصا, لوجه الله, لا رياء ولا سمعة.
هذا هو الدين الحقيقي, الذي يقال له دين.
فأما من زعم أنه على الحق, وأنه صاحب دين وتقوى, وقد اتخذ دينه لعبا ولهوا.
بأن لها قلبه عن محبة الله ومعرفته, وأقبل على ما يضره, ولها في باطله, ولعب فيه ببدنه لأن العمل والسعي إذا كان لغير الله, فهو لعب.
فهذا, أمر الله تعالى أن يترك ويحذر, ولا يغتر به, وتنظر حاله, ويحذر من أفعاله, ولا يغتر بتعويقه عما يقرب إلى الله.
" وَذَكِّرْ بِهِ " أي: ذكر بالقرآن, ما ينفع العباد, أمرا, وتفصيلا, وتحسينا له, بذكر ما فيه من أوصاف الحسن, وما يضر العباد نهيا عنه, وتفصيلا لأنواعه, وبيان ما فيه, من الأوصاف القبيحة الشنيعة, الداعيه لتركه.
وكل هذا لئلا تبسل نفس بما كسبت, أي: قبل اقتحام العبد للذنوب وتجرؤه على علام الغيوب, واستمراره على ذلك المرهوب.
فذكرها, وعظها, لترتدع وتنزجر, وتكف عن فعلها.
وقوله " لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ " أي: قبل أن تحيط بها ذنوبها, ثم لا ينفعها أحد من الخلق, لا قريب ولا صديق, ولا يتولاها من دون الله أحد, ولا يشفع لها شافع.
" وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ " أي: تفتدي بكل فداء, ولو بملء الأرض ذهبا " لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا " أي: لا يقبل ولا يفيد.
" أُولَئِكَ " الموصوفون بما ذكر " الَّذِينَ أُبْسِلُوا " أي: أهلكوا وأيسوا من الخير, وذلك " بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ " أي: ماء حار, قد انتهى حره, يشوي وجوههم, ويقطع أمعاءهم " وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ " .
وذلك متضمن لإقبال القلب على الله وتوجهه إليه, وكون سعي العبد نافعا, وجدا, لا هزلا, وإخلاصا, لوجه الله, لا رياء ولا سمعة.
هذا هو الدين الحقيقي, الذي يقال له دين.
فأما من زعم أنه على الحق, وأنه صاحب دين وتقوى, وقد اتخذ دينه لعبا ولهوا.
بأن لها قلبه عن محبة الله ومعرفته, وأقبل على ما يضره, ولها في باطله, ولعب فيه ببدنه لأن العمل والسعي إذا كان لغير الله, فهو لعب.
فهذا, أمر الله تعالى أن يترك ويحذر, ولا يغتر به, وتنظر حاله, ويحذر من أفعاله, ولا يغتر بتعويقه عما يقرب إلى الله.
" وَذَكِّرْ بِهِ " أي: ذكر بالقرآن, ما ينفع العباد, أمرا, وتفصيلا, وتحسينا له, بذكر ما فيه من أوصاف الحسن, وما يضر العباد نهيا عنه, وتفصيلا لأنواعه, وبيان ما فيه, من الأوصاف القبيحة الشنيعة, الداعيه لتركه.
وكل هذا لئلا تبسل نفس بما كسبت, أي: قبل اقتحام العبد للذنوب وتجرؤه على علام الغيوب, واستمراره على ذلك المرهوب.
فذكرها, وعظها, لترتدع وتنزجر, وتكف عن فعلها.
وقوله " لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ " أي: قبل أن تحيط بها ذنوبها, ثم لا ينفعها أحد من الخلق, لا قريب ولا صديق, ولا يتولاها من دون الله أحد, ولا يشفع لها شافع.
" وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ " أي: تفتدي بكل فداء, ولو بملء الأرض ذهبا " لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا " أي: لا يقبل ولا يفيد.
" أُولَئِكَ " الموصوفون بما ذكر " الَّذِينَ أُبْسِلُوا " أي: أهلكوا وأيسوا من الخير, وذلك " بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ " أي: ماء حار, قد انتهى حره, يشوي وجوههم, ويقطع أمعاءهم " وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ " .
قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ↓
" قُلْ " يا أيها الرسول للمشركين بالله, الداعين معه غيره, الذين يدعونكم إلى دينهم, مبينا وشارحا لوصف آلهتهم, التي يكتفي العاقل بذكر وصفها, عن النهي عنها.
فإن كل عاقل إذا تصور مذهب المشركين, جزم ببطلانه, قبل أن تقام البراهين على ذلك, فقال: " أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا " .
وهذا وصف, يدخل فيه, كل من عبد من دون الله, فإنه لا ينفع ولا يضر, وليس له من الأمر شيء, إن الأمر إلا لله.
" وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ " أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال, ومن الرشد إلى الغي, ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم, إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم.
فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد, وصاحبها " كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ " أي أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه, الموصل إلى مقصده.
فبقي " حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى " والشياطين يدعونه إلى الردى, فبقي بين الداعيين حائرا.
وهذه حال الناس كلهم, إلا من عصمه الله تعالى, فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة, دواعي الرسالة والعقل الصحيح, والفطرة المستقيمة.
" يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى " والصعود إلى أعلى عليين.
ودواعي الشيطان, ومن سلك مسلكه, والنفس الأمارة بالسوء, يدعونه إلى الضلال, والنزول إلى أسفل سافلين.
فمن الناس من يكون مع دواعي الهدى, في أموره كلها أو أغلبها.
ومنهم من بالعكس من ذلك.
ومنهم من يتساوى لديه الداعيان, ويتعارض عنده الجاذبان.
وفي هذا الموضع, تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة.
وقوله: " قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى " أي: ليس الهدى إلا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله, وما عداه, فهو ضلال وردى, وهلاك.
" وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " بأن ننقاد لتوحيده, ونستسلم لأوامره ونواهيه, وندخل تحت عبوديته.
فإن هذا, أفضل نعمة أنعم الله بها على العباد, وأكمل تربية أوصلها إليهم.
فإن كل عاقل إذا تصور مذهب المشركين, جزم ببطلانه, قبل أن تقام البراهين على ذلك, فقال: " أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا " .
وهذا وصف, يدخل فيه, كل من عبد من دون الله, فإنه لا ينفع ولا يضر, وليس له من الأمر شيء, إن الأمر إلا لله.
" وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ " أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال, ومن الرشد إلى الغي, ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم, إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم.
فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد, وصاحبها " كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ " أي أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه, الموصل إلى مقصده.
فبقي " حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى " والشياطين يدعونه إلى الردى, فبقي بين الداعيين حائرا.
وهذه حال الناس كلهم, إلا من عصمه الله تعالى, فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة, دواعي الرسالة والعقل الصحيح, والفطرة المستقيمة.
" يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى " والصعود إلى أعلى عليين.
ودواعي الشيطان, ومن سلك مسلكه, والنفس الأمارة بالسوء, يدعونه إلى الضلال, والنزول إلى أسفل سافلين.
فمن الناس من يكون مع دواعي الهدى, في أموره كلها أو أغلبها.
ومنهم من بالعكس من ذلك.
ومنهم من يتساوى لديه الداعيان, ويتعارض عنده الجاذبان.
وفي هذا الموضع, تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة.
وقوله: " قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى " أي: ليس الهدى إلا الطريق التي شرعها الله على لسان رسوله, وما عداه, فهو ضلال وردى, وهلاك.
" وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " بأن ننقاد لتوحيده, ونستسلم لأوامره ونواهيه, وندخل تحت عبوديته.
فإن هذا, أفضل نعمة أنعم الله بها على العباد, وأكمل تربية أوصلها إليهم.
" وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ " أي: وأمرنا أن نقيم الصلاة بأركانها وشروطها وسننها ومكملاتها.
" وَاتَّقُوهُ " بفعل ما أمر به, واجتناب ما عنه نهى.
" وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " أي: تجمعون ليوم القيامة, فيجازيكم بأعمالكم, خيرها وشرها.
" وَاتَّقُوهُ " بفعل ما أمر به, واجتناب ما عنه نهى.
" وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " أي: تجمعون ليوم القيامة, فيجازيكم بأعمالكم, خيرها وشرها.
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ↓
" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ " ليأمر العباد وينهاهم, ويثيبهم ويعاقبهم.
" وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ " الذي لا مرية فيه ولا مثنوية, ولا يقول شيئا عبثا.
" وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ " أي: يوم القيامة خصه بالذكر - مع أنه مالك كل شيء - لأنه تنقطع فيه الأملاك, فلا يبقى ملك إلا الله الواحد القهار.
" عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " الذي له الحكمة التامة, والنعمة السابغة, والإحسان العظيم, والعلم المحيط بالسرائر والبواطن والخفايا, لا إله إلا هو, ولا رب سواه.
" وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ " الذي لا مرية فيه ولا مثنوية, ولا يقول شيئا عبثا.
" وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ " أي: يوم القيامة خصه بالذكر - مع أنه مالك كل شيء - لأنه تنقطع فيه الأملاك, فلا يبقى ملك إلا الله الواحد القهار.
" عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " الذي له الحكمة التامة, والنعمة السابغة, والإحسان العظيم, والعلم المحيط بالسرائر والبواطن والخفايا, لا إله إلا هو, ولا رب سواه.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ↓
يقول تعالى: واذكر قصة إبراهيم, عليه الصلاة والسلام, مثنيا عليه ومعظما في حال دعوته إلى التوحيد, ونهيه عن الشرك.
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً " أي: لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء.
" إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " حيث عبدتم من لا يستحق من العبادة شيئا, وتركتم عبادة خالقكم, ورازقكم, ومدبركم.
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً " أي: لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء.
" إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " حيث عبدتم من لا يستحق من العبادة شيئا, وتركتم عبادة خالقكم, ورازقكم, ومدبركم.
" وَكَذَلِكَ " حين وفقناه للتوحيد والدعوة إليه " نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " أي: ليرى ببصيرته, ما اشتملت عليه, من الأدلة القاطعة, والبراهين الساطعة " وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ " .
فإنه بحسب قيام الأدلة, يحصل له الإيقان, والعلم التام, بحميع المطالب.
فإنه بحسب قيام الأدلة, يحصل له الإيقان, والعلم التام, بحميع المطالب.
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ↓
" فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ " أي: أظلم " رَأَى كَوْكَبًا " لعله من الكواكب المضيئة, لأن تخصيصه بالذكر, يدل على زيادته عن غيره.
ولهذا - والله أعلم - قال من قال: إنه الزهرة.
" قَالَ هَذَا رَبِّي " أي: على وجه التنزل مع الخصم أي: هذا ربي, فهل ننظر, هل يستحق الربوبية؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ فإنه لا ينبغي لعاقل أن يتخذ إلهه هواه بغير حجة ولا برهان.
" فَلَمَّا أَفَلَ " أي: غاب ذلك الكوكب " قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ " أي: الذي يغيب ويختفي عمن عبده.
فإن المعبود, لا بد أن يكون قائما.
بمصالح من عبده, ومدبرا له في جميع شئونه.
فأما الذي يمضي وقت كثير وهو غائب, فإنه لا ينبغي العبادة وهل اتخاذه إلها إلا من أسفه السفه, وأبطل الباطل؟!
ولهذا - والله أعلم - قال من قال: إنه الزهرة.
" قَالَ هَذَا رَبِّي " أي: على وجه التنزل مع الخصم أي: هذا ربي, فهل ننظر, هل يستحق الربوبية؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ فإنه لا ينبغي لعاقل أن يتخذ إلهه هواه بغير حجة ولا برهان.
" فَلَمَّا أَفَلَ " أي: غاب ذلك الكوكب " قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ " أي: الذي يغيب ويختفي عمن عبده.
فإن المعبود, لا بد أن يكون قائما.
بمصالح من عبده, ومدبرا له في جميع شئونه.
فأما الذي يمضي وقت كثير وهو غائب, فإنه لا ينبغي العبادة وهل اتخاذه إلها إلا من أسفه السفه, وأبطل الباطل؟!
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ↓
" فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا " أي: طالعا, رأى زيادته على نور الكواكب ومخالفته لها " قَالَ هَذَا رَبِّي " تنزلا.
" فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ " .
فافتقر غاية الافتقار إلى هداية ربه, وعلم أنه إن لم يهده الله, فلا هادي له, وإن لم يعنه على طاعته, فلا معين له.
" فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ " .
فافتقر غاية الافتقار إلى هداية ربه, وعلم أنه إن لم يهده الله, فلا هادي له, وإن لم يعنه على طاعته, فلا معين له.
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ↓
" فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ " من الكوكب ومن القمر.
" فَلَمَّا أَفَلَتْ " تقرر حينئذ الهدى, واضمحل الردى " قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ " حيث قام البرهان الصادق الواضح, على بطلانه.
" فَلَمَّا أَفَلَتْ " تقرر حينئذ الهدى, واضمحل الردى " قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ " حيث قام البرهان الصادق الواضح, على بطلانه.
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ↓
" إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا " أي: لله وحده, مقبلا عليه, معرضا عن من سواه.
" وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " فتبرأ من الشرك, وأذعن بالتوحيد, وأقام على ذلك البرهان.
وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات, هو الصواب.
وهو أن المقام مقام مناظرة, من إبراهيم لقومه, وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها.
وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته, فليس عليه دليل.
" وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " فتبرأ من الشرك, وأذعن بالتوحيد, وأقام على ذلك البرهان.
وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات, هو الصواب.
وهو أن المقام مقام مناظرة, من إبراهيم لقومه, وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها.
وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته, فليس عليه دليل.
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ ↓
" وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي " أي: أي فائدة لمحاجة من لم يتبين له الهدى؟ فأما من هداه الله, ووصل إلى أعلى درجات اليقين, فإنه - هو بنفسه - يدعو الناس إلى ما هو عليه.
" وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ " فإنها لن تضرني, ولن تمنع عني من النفع شيئا.
" إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " فتعلمون أنه - وحده - المعبود المستحق للعبودية.
" وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ " فإنها لن تضرني, ولن تمنع عني من النفع شيئا.
" إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " فتعلمون أنه - وحده - المعبود المستحق للعبودية.
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ↓
" وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ " وحالها حال العجز, وعدم النفع, " وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا " أي: إلا بمجرد اتباع الهوى.
" فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " .
" فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " .
الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ↓
قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا " أي: يخلطوا " إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " الأمن من المخاوف, والعذاب والشقاء, والهداية إلى الصراط المستقيم.
فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا, لا بشرك, ولا بمعاصي, حصل لهم الأمن التام, والهداية التامة.
وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده, ولكنهم يعملون السيئات, حصل لهم أصل الهداية, وأصل الأمن, وإن لم يحصل لهم كمالها.
ومفهوم الآية الكريمة, أن الذين لم يحصل لهم الأمران, لم يحصل لهم هداية, ولا أمن, بل حظهم الضلال والشقاء.
فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا, لا بشرك, ولا بمعاصي, حصل لهم الأمن التام, والهداية التامة.
وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده, ولكنهم يعملون السيئات, حصل لهم أصل الهداية, وأصل الأمن, وإن لم يحصل لهم كمالها.
ومفهوم الآية الكريمة, أن الذين لم يحصل لهم الأمران, لم يحصل لهم هداية, ولا أمن, بل حظهم الضلال والشقاء.
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ↑
ولما حكم لإبراهيم عليه السلام, بما بين به من البراهين القاطعة قال: " وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ " أي: علا بها عليهم, وفلجهم بها.
" نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ " كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة, فإن العلم يرفع الله به صاحبه, فوق العباد درجات.
خصوصا, العالم العامل, المعلم, فإنه يجعله الله إماما للناس, بحسب حاله.
ترمق أفعاله, وتقتفى آثاره, ويستضاء بنوره, ويمشي بعلمه في ظلمة ديجوره.
قال تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " .
" إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ " فلا يضع العلم والحكمة, إلا في المحل اللائق بهما, وهو أعلم بذلك المحل, وبما ينبغي له.
" نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ " كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة, فإن العلم يرفع الله به صاحبه, فوق العباد درجات.
خصوصا, العالم العامل, المعلم, فإنه يجعله الله إماما للناس, بحسب حاله.
ترمق أفعاله, وتقتفى آثاره, ويستضاء بنوره, ويمشي بعلمه في ظلمة ديجوره.
قال تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " .
" إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ " فلا يضع العلم والحكمة, إلا في المحل اللائق بهما, وهو أعلم بذلك المحل, وبما ينبغي له.
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ↓
لما ذكر الله عبده وخليله, إبراهيم عليه السلام, وذكر ما من الله عليه به, من العلم والدعوة, والصبر, ذكر ما أكرمه الله به من الذرية الصالحة, والنسل الطيب.
وأن الله جعل صفوة الخلق من نسله, وأعظم بهذة المنقبة والكرامة الجسيمة, التي لا يدرك لها نظير فقال: " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ " ابنه, الذي هو إسرائيل, أبو الشعب الذي فضله الله على العالمين.
" كُلًّا " منهما " هَدَيْنَاهُ " الصراط المستقيم, في علمه وعمله.
" وَنُوحًا هَدَيْنَا " ه " مِنْ قَبْلُ " وهدايته أعلى أنواع الهدايات الخاصة التي لم تحصل إلا لأفراد من العالم وهم أولو العزم من الرسل, الذي هو أحدهم " وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ " يحتمل أن الضمير عائد إلى نوح, لأنه أقرب مذكور, لأن الله ذكر مع من ذكر, لوطا, وهو من ذرية نوح, لا من ذرية إبراهيم لأنه ابن أخيه.
ويحتمل أن الضمير يعود إلى إبراهيم لأن السياق في مدحه والثناء عليه.
ولوط - وإن لم يكن من ذريته - فإنه ممن آمن على يده.
فكان منقبة الخليل وفضيلته بذلك, أبلغ من كونه مجرد ابن له.
" دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ " بن داود " وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ " بن يعقوب.
" وَمُوسَى وَهَارُونَ " ابني عمران.
" وَكَذَلِكَ " كما أصلحنا ذرية إبراهيم الخليل, لأنه أحسن في عبادة ربه, وأحسن في نفع الخلق كذلك.
" نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " بأن نجعل لهم من الثناء الصدق, والذرية الصالحة, بحسب إحسانهم.
وأن الله جعل صفوة الخلق من نسله, وأعظم بهذة المنقبة والكرامة الجسيمة, التي لا يدرك لها نظير فقال: " وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ " ابنه, الذي هو إسرائيل, أبو الشعب الذي فضله الله على العالمين.
" كُلًّا " منهما " هَدَيْنَاهُ " الصراط المستقيم, في علمه وعمله.
" وَنُوحًا هَدَيْنَا " ه " مِنْ قَبْلُ " وهدايته أعلى أنواع الهدايات الخاصة التي لم تحصل إلا لأفراد من العالم وهم أولو العزم من الرسل, الذي هو أحدهم " وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ " يحتمل أن الضمير عائد إلى نوح, لأنه أقرب مذكور, لأن الله ذكر مع من ذكر, لوطا, وهو من ذرية نوح, لا من ذرية إبراهيم لأنه ابن أخيه.
ويحتمل أن الضمير يعود إلى إبراهيم لأن السياق في مدحه والثناء عليه.
ولوط - وإن لم يكن من ذريته - فإنه ممن آمن على يده.
فكان منقبة الخليل وفضيلته بذلك, أبلغ من كونه مجرد ابن له.
" دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ " بن داود " وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ " بن يعقوب.
" وَمُوسَى وَهَارُونَ " ابني عمران.
" وَكَذَلِكَ " كما أصلحنا ذرية إبراهيم الخليل, لأنه أحسن في عبادة ربه, وأحسن في نفع الخلق كذلك.
" نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " بأن نجعل لهم من الثناء الصدق, والذرية الصالحة, بحسب إحسانهم.
" وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى " ابنه " وَعِيسَى " بن مريم.
" وَإِلْيَاسَ كُلٌّ " هؤلاء " مِنَ الصَّالِحِينَ " في أخلاقهم وأعمالهم, وعلومهم, بل هم سادة الصالحين وقادتهم, وأئمتهم.
" وَإِلْيَاسَ كُلٌّ " هؤلاء " مِنَ الصَّالِحِينَ " في أخلاقهم وأعمالهم, وعلومهم, بل هم سادة الصالحين وقادتهم, وأئمتهم.
" وَإِسْمَاعِيلَ " ابن إبراهيم أبو الشعب, الذي هو أفضل الشعوب, وهو الشعب العربي, ووالد سيد ولد آدم, محمد صلى الله عليه وسلم.
" وَيُونُسَ " بن متى " وَلُوطًا " بن هاران أخي إبراهيم.
" وَكُلَا " من هؤلاء الأنبياء والمرسلين " فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " لأن درجات الفضائل أربع - والتي ذكرها الله بقوله: " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ " .
فهؤلاء من الدرجة العليا, بل هم أفضل الرسل على الإطلاق.
فالرسل الذين قصهم الله في كتابه, أفضل ممن لم يقصص علينا نبأهم بلا شك.
" وَيُونُسَ " بن متى " وَلُوطًا " بن هاران أخي إبراهيم.
" وَكُلَا " من هؤلاء الأنبياء والمرسلين " فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " لأن درجات الفضائل أربع - والتي ذكرها الله بقوله: " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ " .
فهؤلاء من الدرجة العليا, بل هم أفضل الرسل على الإطلاق.
فالرسل الذين قصهم الله في كتابه, أفضل ممن لم يقصص علينا نبأهم بلا شك.
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ↓
" وَمِنْ آبَائِهِمْ " أي:: آباء هؤلاء المذكورين " وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ " .
أي: وهدينا من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم.
" وَاجْتَبَيْنَاهُمْ " أي اخترناهم " وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
أي: وهدينا من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم.
" وَاجْتَبَيْنَاهُمْ " أي اخترناهم " وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ↓
" ذَلِكَ " الهدى المذكور " هُدَى اللَّهِ " الذي لا هدى إلا هداه.
" يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " فاطلبوا منه الهدى فإن لم يهدكم, فلا هادي لكم غيره, وممن شاء هدايته, هؤلاء المذكورون.
" وَلَوْ أَشْرَكُوا " على الفرض والتقدير " لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
فإن الشرك محبط للعمل, موجب للخلود في النار.
فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار, لو أشركوا - وحاشاهم - لحبطت أعمالهم فغيرهم أولى.
" يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " فاطلبوا منه الهدى فإن لم يهدكم, فلا هادي لكم غيره, وممن شاء هدايته, هؤلاء المذكورون.
" وَلَوْ أَشْرَكُوا " على الفرض والتقدير " لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
فإن الشرك محبط للعمل, موجب للخلود في النار.
فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار, لو أشركوا - وحاشاهم - لحبطت أعمالهم فغيرهم أولى.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ ↓
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ↓
" أُولَئِكَ " المذكورون " الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ " أي: امش - أيها الرسول الكريم - خلف كل هؤلاء الأنبياء الأخيار, واتبع ملتهم.
وقد امتثل صلى الله عليه وسلم, فاهتدى بهدي الرسل قبله, وجمع كل كمال فيهم.
فاجتمعت لديه, فضائل وخصائص, فاق بها جميع العالمين, وكان سيد المرسلين, وإمام المتقين, صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
وبهذا الملحظ, استدل بهذا من استدل من الصحابة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أفضل الرسل كلهم.
" قُلْ " للذين أعرضوا عن دعوتك: " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا " .
أي: لا أطلب منكم مغرما ومالا, جزاء عن إبلاغي إياكم, ودعوتي لكم فيكون من أسباب امتناعكم, إن أجري إلا على الله.
" إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ " يتذكرون به ما ينفعهم, فيفعلونه, وما يضرهم, فيذرونه.
ويتذكرون به, معرفة ربهم, بأسمائه, وأوصافه.
ويتذكرون به الأخلاق الحميدة, والطرق الموصلة إليها, والأخلاق الرذيلة, والطرق المفضية إليها.
فإذا كان ذكرى للعالمين, كان أعظم نعمة, أنعم الله بها عليهم, فعليهم قبولها والشكر عليها.
وقد امتثل صلى الله عليه وسلم, فاهتدى بهدي الرسل قبله, وجمع كل كمال فيهم.
فاجتمعت لديه, فضائل وخصائص, فاق بها جميع العالمين, وكان سيد المرسلين, وإمام المتقين, صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
وبهذا الملحظ, استدل بهذا من استدل من الصحابة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أفضل الرسل كلهم.
" قُلْ " للذين أعرضوا عن دعوتك: " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا " .
أي: لا أطلب منكم مغرما ومالا, جزاء عن إبلاغي إياكم, ودعوتي لكم فيكون من أسباب امتناعكم, إن أجري إلا على الله.
" إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ " يتذكرون به ما ينفعهم, فيفعلونه, وما يضرهم, فيذرونه.
ويتذكرون به, معرفة ربهم, بأسمائه, وأوصافه.
ويتذكرون به الأخلاق الحميدة, والطرق الموصلة إليها, والأخلاق الرذيلة, والطرق المفضية إليها.
فإذا كان ذكرى للعالمين, كان أعظم نعمة, أنعم الله بها عليهم, فعليهم قبولها والشكر عليها.