وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ↓
وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ, وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارا للذين كفروا بالله وليحصل اليقين للذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأن ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث, وافق ذلك كتبهم, ويزداد المؤمنون تصديقا بالله ورسوله وعملا بشرعه, ولا يشك في ذلك الذين أعطوا الكتاب من اليهود والنصارى ولا المؤمنون بالله ورسوله.
وليقول الذين في فلوبهم نفاق والكافرون: ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب بمثل ذلك الذي ذكر يضل الله من أراد إضلاله, ويهدي من أراد هدايته, وما يعلم عدد ملائكة ربك الذين خلقهم إلا الله وحده.
وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس.
وليقول الذين في فلوبهم نفاق والكافرون: ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب بمثل ذلك الذي ذكر يضل الله من أراد إضلاله, ويهدي من أراد هدايته, وما يعلم عدد ملائكة ربك الذين خلقهم إلا الله وحده.
وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس.
ليس الأمر كما ذكروا من التكذيب للرسول فيما جاء به, أقسم الله سبحانه بالقمر,
وبالليل إذ ولى وذهب,
وبالصبح إذا أضاء وانكشف.
إن النار لإحدى العظائم.
إنذارا وتخويفا للناس,
لمن أراد منكم أن يتقرب إلى ربه بفعل الطاعات, أو يتأخر بفعل المعاصي.
كل نفس محبوسة بعملها, مرهونة عند الله بكسبها, ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات,
إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكوا رقابهم بالطاعة,
هم في جنات لا يدوك وصفها, يسأل بعضهم بعضا
عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم:
ما الذي أدخلكم جهنم, وجعلكم تذوقون سعيرها؟
قال المجرمون: لم نكن من المصلين في الدنيا,
ولم نكن نتصدق ونحن الفقراء والمساكين,
وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة,
وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء,
حتى جاءنا الموت, ونحن في تلك الضلالات والمنكرات.
فما تنفعهم شفاعة الشافعين جميعا من الملائكة والنبيين وغيرهم; لأن الشفاعة إنما تكون لمن ارتضاه الله, وأذن لشفيعه.
فما لهؤلاء المشركين عن القرآن وما فيه من المواعظ منصرفين؟
كأنهم حمر وحشية شديدة النفار,
فرت من أسد كاسر.
بل يطمع كل واحد من هؤلاء المشركين أن ينزل الله عليه كتابا من السماء منشورا, كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
ليس الأمر كما زعموا, بل الحقيقة أنهم لا يخافون الآخرة, ولا يصدقون بالبعث والجزاء.
حقا أن القرآن موعظة بليغة كافيه لاتعاظهم,
فمن أراد الاتعاظ اتعظ بما فيه وانتفع بهداه,
وما يتعظون به إلا أن يشاء الله لهم الهدى.
هو سبحانه آمن لأن يتقي ويطاع, وأهل لأن يغفر لمن آمن به وأطاعه.
هو سبحانه آمن لأن يتقي ويطاع, وأهل لأن يغفر لمن آمن به وأطاعه.