يا أيها المتغطي بثيابه,
قم من مضجعك, فحذر الناس من عذاب الله,
وخص ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة,
وطهر ثيابك من النجاسات,
ودم على هجر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها, فلا تقربها,
ولا تعط العطية, كي تلتمس أكثر منها,
ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي.
فإذا نفخ في " القرن " نفخة البعث والنشور,
فذلك الوقت يومئذ شديد على الكافرين,
غير سهل أن يخلصوا مما هم فيه من مناقشة الحساب وغيره من الأعمال.
دعني- يا محمد- أنا والذي خلقته في بطن أمه وحيدا فريدا لا مال له ولا ولد,
جعلت له مالا مبسوطا واسعا
وأولادا حضورا معه في " مكة " لا يغيبون عنه؟
ويسرت له سبل العيش تيسيرا,
ثم يأمل بعد هذا العطاء أن أزيد له في ماله وولده, وقد كفر بي.
ليس الأمر كما يزعم هذا الفاجر الأثيم, لا أزيده على ذلك.
إنه كان للقرآن وحجج الله على خلقه معاندا مكذبا,
إنه كان للقرآن وحجج الله على خلقه معاندا مكذبا,
سأكلفه مشقة من العذاب والإرهاق لا راحة له منها.
(والمراد به الوليد بن المغيرة المعاند للحق المبارز لله ولرسوله بالمحاربة).
(والمراد به الوليد بن المغيرة المعاند للحق المبارز لله ولرسوله بالمحاربة).
إنه فكر في نفسه, وهيأ ما يقوله من الطعن في محمد والقرآن,
فقهر وغلب, واستحق بذلك الهلاك, كيف أعد في نفسه هذا الطعن؟
ثم قهر وغلب كذلك, ثم تأمل فيما قدروها من الطعن في القرآن,
ثم قطب وجهه,
واشتد في العبوس والكلوح لما ضاقت عليه الحيل, ولم يجد مطعنا يطعن به في القرآن,
ثم رجع معرضا عن الحق, وتعاظم أن يعترف به,
فقال عن القرآن: ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر ينقل عن الأولين,
ما هذا إلا كلام المخلوقين تعلمه محمد منهم, ثم ادعى أنه من عند الله.
سأدخله جهنم كي يصلي حرها ويحترق بنارها
وما أعلمك أي شيء جهنم؟
لا تبقي لحما ولا تترك عظما إلا أحرقته,
مغيرة للبشرة, مسودة للجلود, محرقة لها,
يلي أمرها ويتسلط على أهلها بالعذاب تسعة عشر ملكا من الزبانية الأشداء.