أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفا متراصة,
وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله,
وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى.
إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة.
ويقسم الله بما شاء من خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.
ويقسم الله بما شاء من خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.
هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبر الشمس في مطالعها ومغاربها.
إنا زينا السماء الدنيا بزينة هي النجوم.
وحفظنا السماء بالنجوم من كل شيطان متمرد عات رجيم.
لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومن فيها من الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى من شرعه وقدره, ويرجمون بالشهب من كل جهة;
طردا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.
إلا من اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فبلقيها الى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة.
فاسأل -يا محمد- منكري البعث أهم أشد خلقا أم من خلقنا من هذه المخلوقات؟ إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض.
بل عجبت -يا محمد- من تكذيبهم وإنكارهم البعث, وأعجب من إنكارهم وأبلغ أنهم يستهزئون بك, ويسخرون من قولك.
وإذا ذكروا بما نسوه أو غفلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبرون.
وإذا رأوا معجزة دالة على نبوتك يسخرون منها ويعجبون.
وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بين.
أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء,
أو يبعث أباؤنا الذين مضوا من قبلنا؟
فل لهم -يا محمد-: نعم سوف تبعثون, وأنتم أذلاء صاغرون.
فإنما هي نفخة واحدة, فإذا هم قائمون من قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة.
وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء.
فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرونه.
أجمعوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله,
فسوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم.
واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم; إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم.
ويقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا؟
بل هم اليوم منقادون لأمر الله, لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, غير منتصرين لأنفسهم.
وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون.
قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا من قبل الدين والحق, فتهونون علينا أمر الشريعة, وتنفروننا عنها, وتزينون لنا الضلال.
قال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما تزعمون, بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان, قابلة للكفر والعصيان.
وما كان لنا عليكم من حجة أو قوة, فنصدكم بها عن الإيمان, بل كنتم -أيها المشركون- قوما طاغين متجاوزين للحق.