"فَلَمَّا جَاءَ آل لُوط" أَيْ لُوطًا
"قَالَ" لَهُمْ "إنَّكُمْ قَوْم مُنْكَرُونَ" لَا أَعْرِفكُمْ
"قَالُوا بَلْ جِئْنَاك بِمَا كَانُوا" أَيْ قَوْمك "فِيهِ يَمْتَرُونَ" يَشُكُّونَ وَهُوَ الْعَذَاب
"وَآتَيْنَاك بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" فِي قَوْلنَا
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ↓
"فَأَسْرِ بِأَهْلِك بِقِطَعٍ مِنَ اللَّيْل وَاتَّبِعْ أَدْبَارهمْ" امْشِ خَلْفهمْ. "وَلَا يَلْتَفِت مِنْكُمْ أَحَد" لِئَلَّا يَرَى عَظِيم مَا يَنْزِل بِهِمْ "وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ" وَهُوَ الشَّام
"وَقَضَيْنَا" أَوْحَيْنَا "إلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْر" وَهُوَ "أَنَّ دَابِر هَؤُلَاءِ مَقْطُوع مُصْبِحِينَ" حَال أَيْ يَتِمّ اسْتِئْصَالهمْ فِي الصَّبَاح
"وَجَاءَ أَهْل الْمَدِينَة" مَدِينَة سدوم وَهُمْ قَوْم لُوط لَمَّا أُخْبِرُوا أَنَّ فِي بَيْت لُوط مُرْدًا حِسَانًا وَهُمْ الْمَلَائِكَة "يَسْتَبْشِرُونَ" حَال طَمَعًا فِي فِعْل الْفَاحِشَة بِهِمْ
"قَالَ" لُوط "إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ"
"وَاتَّقُوا اللَّه وَلَا تُخْزُونِ" بِقَصْدِكُمْ إيَّاهُمْ بِفِعْلِ الْفَاحِشَة بِهِمْ
"قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَك عَنِ الْعَالَمِينَ" عَنْ إضَافَتهمْ
"قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ" مَا تُرِيدُونَ مِنْ قَضَاء الشَّهْوَة فَتَزَوَّجُوهُنَّ
"لَعَمْرُك" خِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْ وَحَيَاتك "إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتهمْ يَعْمَهُونَ" يَتَرَدَّدُونَ
"فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَة" صَيْحَة جِبْرِيل "مُشْرِقِينَ" وَقْت شُرُوق الشَّمْس
"فَجَعَلْنَا عَالِيهَا" أَيْ قُرَاهُمْ "سَافِلهَا" بِأَنْ رَفَعَهَا جِبْرِيل إلَى السَّمَاء وَأَسْقَطَهَا مَقْلُوبَة إلَى الْأَرْض "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَة مِنْ سِجِّيل" طِين طُبِخَ بِالنَّارِ
"إنَّ فِي ذَلِك" الْمَذْكُور "لَآيَات" دَلَالَات عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه "لِلْمُتَوَسِّمِينَ" لِلنَّاظِرِينَ الْمُعْتَبِرِينَ
"وَإِنَّهَا" أَيْ قُرَى قَوْم لُوط "لَبِسَبِيلٍ مُقِيم" طَرِيق قُرَيْش إلَى الشَّام لَمْ تَنْدَرِس أَفَلَا يَعْتَبِرُونَ بِهِمْ ؟
"إنَّ فِي ذَلِك لَآيَة" لَعِبْرَة
"وَإِنْ" مُخَفَّفَة أَيْ إنَّهُ "كَانَ أَصْحَاب الْأَيْكَة" هِيَ غَيْضَة شَجَر بِقُرْبِ مَدْيَن وَهُمْ قَوْم شُعَيْب "لَظَالِمِينَ" بِتَكْذِيبِهِمْ شُعَيْبًا
"فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ" بِأَنْ أَهْلَكْنَاهُمْ بِشِدَّةِ الْحَرّ "وَإِنَّهُمَا" أَيْ قُرَى قَوْم لُوط وَالْأَيْكَة "لَبِإِمَامٍ" طَرِيق "مُبِين" وَاضِح أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ بِهِمْ يَا أَهْل مَكَّة
"وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَاب الْحِجْر" وَادٍ بَيْن الْمَدِينَة وَالشَّام وَهُمْ ثَمُود "الْمُرْسَلِينَ" بِتَكْذِيبِهِمْ صَالِحًا لِأَنَّهُ تَكْذِيب لِبَاقِي الرُّسُل لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْمَجِيء بِالتَّوْحِيدِ
"وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتنَا" فِي النَّاقَة "فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ" لَا يَتَفَكَّرُونَ فِيهَا
"فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَة مُصْبِحِينَ" وَقْت الصَّبَاح
"فَمَا أَغْنَى" دَفَعَ "عَنْهُمْ" الْعَذَاب "مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" مِنْ بِنَاء الْحُصُون وَجَمْع الْأَمْوَال
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ↑
"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا إلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَة لَآتِيَة" لَا مَحَالَة فَيُجَازَى كُلّ أَحَد بِعَمَلِهِ "فَاصْفَحْ" يَا مُحَمَّد عَنْ قَوْمك "الصَّفْح الْجَمِيل" أَعْرِضْ عَنْهُمْ إعْرَاضًا لَا جَزَع فِيهِ وَهَذَا مَنْسُوخ بِآيَةِ السَّيْف
"إنَّ رَبّك هُوَ الْخَلَّاق" لِكُلِّ شَيْء "الْعَلِيم" بِكُلِّ شَيْء
"وَلَقَدْ آتَيْنَاك سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي" قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ الْفَاتِحَة رَوَاهُ الشَّيْخَانِ لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلّ رَكْعَة
لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ↓
"لَا تَمُدَّنّ عَيْنَيْك إلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا" أَصْنَافًا "مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَن عَلَيْهِمْ" إنْ لَمْ يُؤْمِنُوا "وَاخْفِضْ جَنَاحك" أَلِنْ جَانِبك
"وَقُلْ إنِّي أَنَا النَّذِير" مِنْ عَذَاب اللَّه أَنْ يَنْزِل عَلَيْكُمْ "الْمُبِين" الْبَيِّن الْإِنْذَار
"كَمَا أَنْزَلْنَا" الْعَذَاب "عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ" الْيَهُود وَالنَّصَارَى