عذاب شديد للذين يبخسون المكيال والميزان,
الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونا يوفون لأنفسهم,
وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونا ينقصون في المكيال والميزان, فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما, ويبخس الناس أشيائهم؟ إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان.
ألا يعتقد أولئك المطففين أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعملهم
في يوم عظيم الهول؟
يوم يقوم الناس بين يدي الله, فيحاسبهم على القليل والكثير, وهم فيه خاضعين لله رب العالمين.
ليس الحق فيما هم عليه من تطفيف الكيل والميزان, فليرتدعوا عن ذلك.
إن مصير الفجار ومأواهم لفي ضيق,
إن مصير الفجار ومأواهم لفي ضيق,
وما أدراك ما هذا الضيق؟
كتاب مكتوب كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى.
عذاب شديد يومئذ للمكذبين؟
الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء,
وما يكذب به إلا كل ظالم كثير الإثم,
إذا تتلى عليه آيات القرآن قال: هذه أباطيل الأولين
ليس الأمر كما زعمها, بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه, وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب.
ليس الأمر كما زعم الكفار, بل إنهم يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون.
ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها,
ثم يقال لهم: هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون.
كلا, ليس القرآن أساطير الأولين إن كتاب الأبرار لفي المراتب العالية في الجنة.
وما أدراك- يا محمد- ما هذه المراتب العالية؟
كتاب الأبرار مكتوب كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى,
يطلع عليه المقربون من ملائكة كل سماء.
إن أهل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون,
على الأسرة ينظرون إلى ربهم, وإلى ما أعد لهم من خيرات؟
ترى في وجوههم بهجة النعيم,
يسقون من خمر صافية محكم إناؤها,
آخره رائحة مسك, وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق المتسابقون.
وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تعرف لعلوها بـ " تسنيم " ,
عين أعدت ; ليشرب منها المقربون, ويتلذذوا بها.
إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين,
وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم,