أقسم الله بالطور, وهو الجبل الذي كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه,
وبكتاب مكتوب, وهو القرآن
في صحف منشورة ,
وبالبيت المعمور في السماء بالملائكة الكرام الذين يطوفن به دائما,
وبالسقف المرفوع وهو السماء الدنيا,
والبحر المسجور المملوء
إن عذاب ربك - يا محمد- بالكفار لواقع ,
ليس له من مانع يمنعه حين وقوعه,
يوم تتحرك السماء فيختل نظامها وتضطرب أجزاؤها, وذلك عند نهاية الحياة الدنيا,
وتزول الجبال عن أماكنها, وتسير كسير السحاب.
فالهلاك في هذا اليوم واقع بالمكذبين
الذين هم في خوض بالباطل يلعبون به, ويتخذون دينهم هزوا ولعبا.
يوم تدفع هؤلاء المكذبون دفعا بعنف ومهانة إلى نار جهنم ,
ويقال توبيخا لهم: هذه هي النار التي كنتم بها تكذبون.
أفسحر ما تشاهدونه من العذاب أم أنتم لا تنظرون؟
اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ↓
ذوقوا حر هذه النار, فاصبروا على ألمها وشدتها, أولا تصبروا على ذلك , فلن يخفف عنكم العذاب , ولن تخرجوا منها, سواء عليكم صبرتم أم لم تصبروا, إنما تجزون ما كنتم تعملون في الدنيا.
إن المتقين في جنات ونعيم عظيم,
يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم من أصناف الملاذ المختلفة, ونحاهم الله من عذاب النار.
كلوا طعاما هنيئا, واشربوا شرابا سائغا, جزاء بما عملتم من أعمال صالحة في الدنيا
وهم متكئون على سرر متقابلة, وزوجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانهن.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ↓
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم في الإيمان, وألحقنا بهم ذريتهم في منزلتهم في الجنة, وإن لم يبلغوا عمل آبائهم; لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم , فيجمع بينهم على أحسن الوجوه, وما نقصناهم شيئا من ثواب أعمالهم.
كل إنسان مرهون بعمله, لا يحمل ذنب غيره من الناس.
كل إنسان مرهون بعمله, لا يحمل ذنب غيره من الناس.
وزدناهم على ما ذكر من النعيم فواكه ولحوما مما يستطاب ويشتهى ,
ومن هذا النعيم أنهم يتعاطون في الجنة كأسا من الخمر, يناول أحدهم صاحبه, ليتم بذلك سرورهم , وهذا الشراب مخالف لخمر الدنيا , فلا يزول به عقل صاحبه, ولا يحصل بسببه لغو , ولا كلام فيه إثم أو معصية.
ويطوف عليهم غلمان معدون لخدمتهم, كأنهم في الصفاء والبياض والتناسق لؤلؤ مصون في أصدافه.
وأقبل أهل الجنة, يسأل بعضهم بعضا عن عظيم ما هم فيه وسببه,
قالوا: إنا كنا قبل في الدنيا- ونحن بين أهلينا- خائفين ربنا , مشفقين من عذابه وعقابه يوم القيامة.
فمن الله علينا بالهداية والتوفيق؟ ووقانا عذاب سموم جهنم, وهو نارها وحرارتها.
إنا كنا من قبل نضرع إليه وحده لا نشرك معه غيره أن يقينا عذاب السموم ويوصلنا إلى النعيم , فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا, إنه هو البر الرحيم.
فمن بره ورحمته إيانا أنالنا رضاه والجنة, ووقانا من سخطه والنار.
فمن بره ورحمته إيانا أنالنا رضاه والجنة, ووقانا من سخطه والنار.
فذكر- يا محمد- من أرسلت إليهم بالقرآن , فما أنت بنعم الله عليك بالنبوة ورجاحة العقل بكاهن يخبر بالغيب دون علم , ولا مجنون لا يعقل ما يقول كما يدعون.
أم يقول المشركين لك- يا محمد-: هو شاعر ننتظر به نزول الموت؟