وقُرِّبت الجنة للمتقين مكانا غير بعيد منهم, فهم يشاهدونها زيادة في المسرة لهم.
يقال لهم: هذا الذي كنتم توعدون به - أيها المتقون - لكل تائب من ذنوبه, حافظ لكل ما قربه إلى ربه, من الفرائض والطاعات,
من خاف الله في الدنيا ولقيه يوم القيامة بقلب تائب من ذنوبه.
ويقال لهؤلاء المؤمنين: ادخلوا الجنة دخولا مقرونا بالسلامة من الآفات والشرور, مأمونا فيه جميع المكاره, ذلك هو يوم الخلود بلا انقطاع.
لهؤلاء المؤمنين في الجنة ما يريدون, ولدينا على ما أعطيناهم زيادة نعيم, أعظمه النظر إلى وجه الله الكريم.
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ↓
وأهلكنا قبل هؤلاء المشركين من قريش أمما كثيرة, كانوا أشد منهم قوة وسطوة, فطوَّفوا في البلاد وعمَّروا ودمَّروا فيها, هل من مهرب من عذاب الله حين جاءهم؟
إن في إهلاك القرون الماضية لعبرة لمن كان له قلب يعقل به, أو أصغى السمع, وهو حاضر بقلبه, غير غافل ولا ساه.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ↓
ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من أصناف المخلوقات في ستة أيام, وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب.
وفي هذه القدرة العظيمة دليل على قدرته سبحانه - على إحياء الموتى من باب أولى.
وفي هذه القدرة العظيمة دليل على قدرته سبحانه - على إحياء الموتى من باب أولى.
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ↓
فاصبر - يا محمد - على ما يقوله المكذبون, فإن الله لهم بالمرصاد, وصل لربك حامدا له صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وصلاة العصر قبل الغروب,
وصل من الليل, وسبح بحمد ربك عقب الصلوات.
واستمع - يا محمد - يوم ينادي المَلَك بنفخه في (القرن) من مكان قريب,
يوم يسمعون صيحة البعث بالحق الذي لا شك فيه ولا امتراء, ذلك يوم خروج أهل القبور من قبورهم.
إنا نحن نحيي الخلق ونميتهم في الدنيا, وإلينا مصيرهم جميعا يوم القيامة للحساب والجزاء,
يوم تتصدع الأرض عن الموتى المقبورين بها, فيخرجون مسرعين إلى الداعي, ذلك الجمع في موقف الحساب علينا سهل يسير.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ↓
نحن أعلم بما يقول هؤلاء المشركون من افتراء على الله وتكذيب بآياته, وما أنت - يا محمد - عليهم بمسلَّط; لتجبرهم على الإسلام, وإنما بُعِثْتُ مبلِّغا, فذكِّر بالقرآن من يخشى وعيدي; لأن من لا يخاف الوعيد لا يذَّكر.