ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ↓
ذلك الذي شرع لكم تلك الأحكام الحسنة العادلة, هو حسن التصرف, في تقديره, وتدبيره, الذي " يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ " أي: يدخل هذا على هذا, وهذا على هذا.
فيأتي بالليل بعد النهار, وبالنهار بعد الليل, ويزيد في أحدهما, ما ينقصه من الآخر, ثم بالعكس.
فيترتب على ذلك, قيام الفصول, ومصالح الليل والنهار, والشمس والقمر, التي هي من أجل نعمه على العباد, وهي من الضروريات لهم.
" وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ " يسمع ضجيج الأصوات, باختلاف, اللغات, على تفنن الحاجات.
" بَصِيرٌ " يرى دبيب النملة السوداء, تحت الصخرة الصماء, في الليلة الظلماء " سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ " .
فيأتي بالليل بعد النهار, وبالنهار بعد الليل, ويزيد في أحدهما, ما ينقصه من الآخر, ثم بالعكس.
فيترتب على ذلك, قيام الفصول, ومصالح الليل والنهار, والشمس والقمر, التي هي من أجل نعمه على العباد, وهي من الضروريات لهم.
" وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ " يسمع ضجيج الأصوات, باختلاف, اللغات, على تفنن الحاجات.
" بَصِيرٌ " يرى دبيب النملة السوداء, تحت الصخرة الصماء, في الليلة الظلماء " سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ " .
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ↓
" ذَلِكَ " صاحب الحكم والأحكام, " بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ " أي: الثابت, الذي لا يزال ولا يزول, الأول, الذي ليس قبله شيء, الآخر, الذي ليس بعده شيء, كامل الأسماء والصفات, صادق الوعد, الذي وعده حق ولقاؤه حق, ودينه حق, وعبادته هي الحق النافعة الباقية على الدوام.
" وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ " من الأصنام والأنداد, من الحيوانات والجمادات.
" هُوَ الْبَاطِلُ " الذي, هو باطل في نفسه, وعبادته باطلة, لأنها متعلقة بمضمحل فان, فتبطل تبعا لغايتها ومقصودها.
" وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " العلي في ذاته, فهو عال على جميع المخلوقات وفي قدره, فهو كامل الصفات, وفي قهره لجميع المخلوقات, الكبير في ذاته, وفي أسمائه, وفي صفاته, الذي من عظمته وكبريائه, أن الأرض قبضته يوم القيامة, والسماوات مطويات بيمينه.
ومن كبريائه, أن كرسيه, وسع السماوات والأرض.
ومن عظمته وكبريائه, أن نواصي العباد بيده.
فلا يتصرفون إلا بمشيئته, ولا يتحركون ويسكنون, إلا بإرادته.
وحقيقة الكبرياء, التي لا يعلمها إلا هو, لا ملك مقرب, ولا نبي مرسل, أنها كل صفة كمال وجلال, وكبرياء, وعظمة, فهي ثابتة له, وله من تلك الصفة, أجلها وأكملها.
ومن كبريائه, أن العبادات كلها, الصادرة من أهل السماوات والأرض, كلها المقصود منها, تكبيره وتعظيمه, وإجلاله وإكرامه.
ولهذا كان التكبير, شعارا للعبادات الكبار, كالصلاة وغيرها.
" وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ " من الأصنام والأنداد, من الحيوانات والجمادات.
" هُوَ الْبَاطِلُ " الذي, هو باطل في نفسه, وعبادته باطلة, لأنها متعلقة بمضمحل فان, فتبطل تبعا لغايتها ومقصودها.
" وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " العلي في ذاته, فهو عال على جميع المخلوقات وفي قدره, فهو كامل الصفات, وفي قهره لجميع المخلوقات, الكبير في ذاته, وفي أسمائه, وفي صفاته, الذي من عظمته وكبريائه, أن الأرض قبضته يوم القيامة, والسماوات مطويات بيمينه.
ومن كبريائه, أن كرسيه, وسع السماوات والأرض.
ومن عظمته وكبريائه, أن نواصي العباد بيده.
فلا يتصرفون إلا بمشيئته, ولا يتحركون ويسكنون, إلا بإرادته.
وحقيقة الكبرياء, التي لا يعلمها إلا هو, لا ملك مقرب, ولا نبي مرسل, أنها كل صفة كمال وجلال, وكبرياء, وعظمة, فهي ثابتة له, وله من تلك الصفة, أجلها وأكملها.
ومن كبريائه, أن العبادات كلها, الصادرة من أهل السماوات والأرض, كلها المقصود منها, تكبيره وتعظيمه, وإجلاله وإكرامه.
ولهذا كان التكبير, شعارا للعبادات الكبار, كالصلاة وغيرها.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ↓
هذا, حث منه تعالى, وترغيب في النظر بآياته الدالة على وحدانيته, وكماله, فقال: " أَلَمْ تَرَ " أي: ألم تشاهد ببصرك وبصيرتك " أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً " وهو: المطر, فينزل على أرض خاشعة مجدبة, قد أغبرت أرجاؤها, ويبس ما فيها, من شجر, ونبات.
" فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً " قد اكتست من كل زوج كريم, وصار لها بذلك, منظر بهيج.
إن الذي أحياها بعد موتها وهمودها, لمحيي الموتى بعد أن كانوا رميما.
" إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " اللطيف الذي يدرك بواطن الأشياء, وخفيايتها, وسرائرها.
الذي يسوق إلى عباده الخير, ويدفع عنهم الشر, بطرق لطيفة تخفى على العباد.
ومن لطفه, أنه يري عبده, عزته في انتقامه وكمال اقتداره, ثم يظهر لطفه بعد أن أشرف العبد على الهلاك.
ومن لطفه, أنه يعلم مواقع القطر من الأرض, وبذور الأرض في بواطنها.
فيسوق ذلك الماء, إلى ذلك البذر, الذي خفي على علم الخلائق فينبت منه أنواع النبات.
" خَبِيرٌ " بسرائر الأمور, وخبايا الصدور, وخفايا الأمور.
" فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً " قد اكتست من كل زوج كريم, وصار لها بذلك, منظر بهيج.
إن الذي أحياها بعد موتها وهمودها, لمحيي الموتى بعد أن كانوا رميما.
" إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " اللطيف الذي يدرك بواطن الأشياء, وخفيايتها, وسرائرها.
الذي يسوق إلى عباده الخير, ويدفع عنهم الشر, بطرق لطيفة تخفى على العباد.
ومن لطفه, أنه يري عبده, عزته في انتقامه وكمال اقتداره, ثم يظهر لطفه بعد أن أشرف العبد على الهلاك.
ومن لطفه, أنه يعلم مواقع القطر من الأرض, وبذور الأرض في بواطنها.
فيسوق ذلك الماء, إلى ذلك البذر, الذي خفي على علم الخلائق فينبت منه أنواع النبات.
" خَبِيرٌ " بسرائر الأمور, وخبايا الصدور, وخفايا الأمور.
" لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " خلقا وعبيدا, يتصرف فيهم بملكه وحكمته, وكمال اقتداره, أي لأحد غيره من الأمر شيء.
" وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ " بذاته الذي له الغنى المطلق التام, من جميع الوجوه.
ومن غناه, أنه لا يحتاج إلى أحد من خلقه, ولا يواليهم من ذلة, ولا يتكثر بهم من قلة.
ومن غناه, أنه ما اتخذ صاحبة ولا ولدا.
ومن غناه, أنه صمد, لا يأكل ولا يشرب, ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه الخلق, بوجه من الوجوه, فهو يطعم ولا يطعم.
ومن غناه, أن الخلق كلهم, مفتقرون إليه, في إيجادهم, وإعدادهم, وإمدادهم, وفي دينهم ودنياهم.
ومن غناه, أنه لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض, الأحياء منهم والأموات, في صعيد واحد, فسأل كل منهم ما بلغت أمنيته, فأعطاهم فوق أمانيهم, ما نقص ذلك من ملكه شيئا.
ومن غناه أن يده سحاء بالخير والبركات, الليل والنهار, لم يزل إفضاله على الأنفاس.
ومن غناه وكرمه, ما أودعه في دار كرامته, مما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
" الْحَمِيدِ " أي: المحمود في ذاته, وفي أسمائه, لكونها حسنى.
وفي صفاته, لكونها كلها صفات كمال.
وفي أفعاله, لكونها حمل دائرة بين العدل والإحسان, والرحمة, والحكمة وفي شرعه, لكونه لا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة, أو راجحة, ولا ينهى إلا عما فيه, مفسدة خالصة أو راجحة, الذي له الحمد, الذي يملأ ما في السماوات والأرض, وما بينهما, وما شاء بعدهما, الذي لا يحصى العباد ثناء على حمده, بل هو كما أثنى على نفسه, وفوق ما يثني عليه عباده, وهو المحمود على توفيق من يوفقه, وخذلان من يخذله, وهو الغني في حمده, الحميد في غناه.
" وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ " بذاته الذي له الغنى المطلق التام, من جميع الوجوه.
ومن غناه, أنه لا يحتاج إلى أحد من خلقه, ولا يواليهم من ذلة, ولا يتكثر بهم من قلة.
ومن غناه, أنه ما اتخذ صاحبة ولا ولدا.
ومن غناه, أنه صمد, لا يأكل ولا يشرب, ولا يحتاج إلى ما يحتاج إليه الخلق, بوجه من الوجوه, فهو يطعم ولا يطعم.
ومن غناه, أن الخلق كلهم, مفتقرون إليه, في إيجادهم, وإعدادهم, وإمدادهم, وفي دينهم ودنياهم.
ومن غناه, أنه لو اجتمع من في السماوات ومن في الأرض, الأحياء منهم والأموات, في صعيد واحد, فسأل كل منهم ما بلغت أمنيته, فأعطاهم فوق أمانيهم, ما نقص ذلك من ملكه شيئا.
ومن غناه أن يده سحاء بالخير والبركات, الليل والنهار, لم يزل إفضاله على الأنفاس.
ومن غناه وكرمه, ما أودعه في دار كرامته, مما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
" الْحَمِيدِ " أي: المحمود في ذاته, وفي أسمائه, لكونها حسنى.
وفي صفاته, لكونها كلها صفات كمال.
وفي أفعاله, لكونها حمل دائرة بين العدل والإحسان, والرحمة, والحكمة وفي شرعه, لكونه لا يأمر إلا بما فيه مصلحة خالصة, أو راجحة, ولا ينهى إلا عما فيه, مفسدة خالصة أو راجحة, الذي له الحمد, الذي يملأ ما في السماوات والأرض, وما بينهما, وما شاء بعدهما, الذي لا يحصى العباد ثناء على حمده, بل هو كما أثنى على نفسه, وفوق ما يثني عليه عباده, وهو المحمود على توفيق من يوفقه, وخذلان من يخذله, وهو الغني في حمده, الحميد في غناه.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ↓
أي: ألم تشاهد ببصرك وقلبك, نعمة ربك السابغة, وأياديه الواسعة.
" أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ " من حيوانات, ونبات, وجمادات.
فجميع ما في الأرض, مسخر لبني آدم, حيواناتها, لركوبه, وحمله, وأعماله, وأكله, وأنواع انتفاعه, وأشجارها, وثمارها, يقتاتها.
وقد سلط على غرسها واستغلالها, ومعادنها, يستخرجها, وينتفع بها.
" وَالْفُلْكِ " أي: وسخر لكم الفلك, وهي السفن " تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ " تحملكم, وتحمل تجاراتكم, وتوصلكم من محل إلى محل.
وتستخرجون من البحر, حلية تلبسونها.
ومن رحمته بكم أنه يمسك " السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ " فلولا رحمته وقدرته, لسقطت السماء على الأرض, فتلف ما عليها, وهلك من فيها " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " .
" إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ " أرحم بهم من والديهم, ومن أنفسهم.
ولهذا يريد لهم الخير, ويريدون لها الشر والضر.
ومن رحمته, أن سخر لهم, ما سخر من هذه الأشياء.
" أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ " من حيوانات, ونبات, وجمادات.
فجميع ما في الأرض, مسخر لبني آدم, حيواناتها, لركوبه, وحمله, وأعماله, وأكله, وأنواع انتفاعه, وأشجارها, وثمارها, يقتاتها.
وقد سلط على غرسها واستغلالها, ومعادنها, يستخرجها, وينتفع بها.
" وَالْفُلْكِ " أي: وسخر لكم الفلك, وهي السفن " تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ " تحملكم, وتحمل تجاراتكم, وتوصلكم من محل إلى محل.
وتستخرجون من البحر, حلية تلبسونها.
ومن رحمته بكم أنه يمسك " السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ " فلولا رحمته وقدرته, لسقطت السماء على الأرض, فتلف ما عليها, وهلك من فيها " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " .
" إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ " أرحم بهم من والديهم, ومن أنفسهم.
ولهذا يريد لهم الخير, ويريدون لها الشر والضر.
ومن رحمته, أن سخر لهم, ما سخر من هذه الأشياء.
" وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ " وأوجدكم من العدم " ثُمَّ يُمِيتُكُمْ " بعد أن أحياكم.
" ثُمَّ يُحْيِيكُمْ " بعد موتكم, ليجازي المحسن بإحسانه, والمسيء بإساءته.
" إِنَّ الْإِنْسَانَ " أي: جنسه, إلا من عصمه الله " لَكَفُورٌ " لنعم الله, كفور بالله, لا يعترف بإحسانه, بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه.
" ثُمَّ يُحْيِيكُمْ " بعد موتكم, ليجازي المحسن بإحسانه, والمسيء بإساءته.
" إِنَّ الْإِنْسَانَ " أي: جنسه, إلا من عصمه الله " لَكَفُورٌ " لنعم الله, كفور بالله, لا يعترف بإحسانه, بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه.
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ↓
يخبر تعالى أنه جعل لكل أمة " مَنْسَكًا " أي: معبدا وعبادة, قد تختلف في بعض الأمور, مع اتفاقها على العدل والحكمة, كما قال تعالى: " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ " الآية.
" هُمْ نَاسِكُوهُ " أي: عاملون عليه, بحسب أحوالهم, فلا اعتراض على شريعة من الشرائع, خصوصا من الأميين, أهل الشرك, والجهل المبين.
فإنه إذا ثبت رسالة إلى الرسول بأدلتها, وجب أن يتلقى جميع ما جاء به بالقبول والتسليم, وترك الاعتراض, ولهذا قال: " فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ " أي: لا ينازعنك المكذبون لك, ويعترضوا على بعض ما جئتهم به, بعقولهم الفاسدة, مثل منازعتهم في حل الميتة, بقياسهم الفاسد يقولون " تأكلون ما قتلتم, ولا تأكلون ما قتل الله " .
وكقولهم " إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا " ونحو ذلك من اعتراضاتهم, التي لا يلزم الجواب عن أعيانها, وهم منكرون لأصل الرسالة, وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها, بل لكل مقام مقال.
فصاحب هذا الاعتراض, المنكر لرسالة الرسول, إذا زعم أنه يجادل ليسترشد, يقال له: الكلام معك في إثبات الرسالة وعدمها, وإلا, فالاقتصار على هذه, دليل على أن مقصوده, العنت والتعجيز.
ولهذا أمر الله رسوله, أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة, ويمضي على ذلك.
سواء اعترض المعترضون أم لا.
وأنه لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء لأنك على " هُدًى مُسْتَقِيمٍ " أي: معتدل موصل للمقصود, متضمن علم الحق والعمل به.
فأنت على ثقة من أمرك, ويقين من دينك, فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك ولست على أمر مشكوك فيه, أو حديث مفترى, فتقف مع الناس, ومع أهوائهم, وآرائهم, ويوقفك اعتراضهم.
ونظير هذا قوله تعالى: " فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ " .
مع أن في قوله " إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ " إرشادا لأجوبة المعترضين, على جزئيات الشرع, بالعقل الصحيح, فإن الهدى, وصف لكل ما جاء به الرسول.
والهدى: ما تحصل به الهداية, في مسائل الأصول والفروع, وهي المسائل التي يعرف حسنها, وعدلها, وحكمهتا, بالعقل, والفطرة السليمة, وهذا يعرف بتدبر تفاصيل المأمورات والمنهيات.
" هُمْ نَاسِكُوهُ " أي: عاملون عليه, بحسب أحوالهم, فلا اعتراض على شريعة من الشرائع, خصوصا من الأميين, أهل الشرك, والجهل المبين.
فإنه إذا ثبت رسالة إلى الرسول بأدلتها, وجب أن يتلقى جميع ما جاء به بالقبول والتسليم, وترك الاعتراض, ولهذا قال: " فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ " أي: لا ينازعنك المكذبون لك, ويعترضوا على بعض ما جئتهم به, بعقولهم الفاسدة, مثل منازعتهم في حل الميتة, بقياسهم الفاسد يقولون " تأكلون ما قتلتم, ولا تأكلون ما قتل الله " .
وكقولهم " إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا " ونحو ذلك من اعتراضاتهم, التي لا يلزم الجواب عن أعيانها, وهم منكرون لأصل الرسالة, وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها, بل لكل مقام مقال.
فصاحب هذا الاعتراض, المنكر لرسالة الرسول, إذا زعم أنه يجادل ليسترشد, يقال له: الكلام معك في إثبات الرسالة وعدمها, وإلا, فالاقتصار على هذه, دليل على أن مقصوده, العنت والتعجيز.
ولهذا أمر الله رسوله, أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة, ويمضي على ذلك.
سواء اعترض المعترضون أم لا.
وأنه لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء لأنك على " هُدًى مُسْتَقِيمٍ " أي: معتدل موصل للمقصود, متضمن علم الحق والعمل به.
فأنت على ثقة من أمرك, ويقين من دينك, فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك ولست على أمر مشكوك فيه, أو حديث مفترى, فتقف مع الناس, ومع أهوائهم, وآرائهم, ويوقفك اعتراضهم.
ونظير هذا قوله تعالى: " فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ " .
مع أن في قوله " إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ " إرشادا لأجوبة المعترضين, على جزئيات الشرع, بالعقل الصحيح, فإن الهدى, وصف لكل ما جاء به الرسول.
والهدى: ما تحصل به الهداية, في مسائل الأصول والفروع, وهي المسائل التي يعرف حسنها, وعدلها, وحكمهتا, بالعقل, والفطرة السليمة, وهذا يعرف بتدبر تفاصيل المأمورات والمنهيات.
ولهذه أمره الله بالعدول عن جدالهم في هذة الحالة فقال: " وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ " أي: هو عالم بمقاصدكم, ونياتكم, فمجازيكم عليها وهو " يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " .
فمن وافق الصراط المستقيم, فهو من أهل النعيم, ومن زاغ عنه, فهو من أهل الجحيم.
ومن تمام حكمه, أن يكون حكما بعلم, فلذلك ذكر إحاطة علمه, وإحاطة كتابه فقال:
فمن وافق الصراط المستقيم, فهو من أهل النعيم, ومن زاغ عنه, فهو من أهل الجحيم.
ومن تمام حكمه, أن يكون حكما بعلم, فلذلك ذكر إحاطة علمه, وإحاطة كتابه فقال:
فمن وافق الصراط المستقيم, فهو من أهل النعيم, ومن زاغ عنه, فهو من أهل الجحيم.
ومن تمام حكمه, أن يكون حكما بعلم, فلذلك ذكر إحاطة علمه, وإحاطة كتابه فقال:
ومن تمام حكمه, أن يكون حكما بعلم, فلذلك ذكر إحاطة علمه, وإحاطة كتابه فقال:
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ↓
" أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " لا يخفى عليه منها خافية, من ظواهر الأمور, وبواطنها, خفيها, وجليها, متقدمها, ومتأخرها.
ذلك العلم المحيط بما في السماء والأرض قد أثبته الله في كتاب, وهو اللوح المحفوظ, حين خلق الله القلم قال له " اكتب " قال: ما أكتب؟ قال: " اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة " .
" إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " وإن كان تصوره عندهم لا يحاط به, فالله تعالى يسير عليه أن يحيط علما بجميع الأشياء, وأن يكتب ذلك في كتاب مطابق للواقع.
ذلك العلم المحيط بما في السماء والأرض قد أثبته الله في كتاب, وهو اللوح المحفوظ, حين خلق الله القلم قال له " اكتب " قال: ما أكتب؟ قال: " اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة " .
" إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " وإن كان تصوره عندهم لا يحاط به, فالله تعالى يسير عليه أن يحيط علما بجميع الأشياء, وأن يكتب ذلك في كتاب مطابق للواقع.
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ↓
يذكر تعالى حالة المشركين به, العادلين به غيره, وأن حالهم أقبح الحالات.
وأنه لا مستند لهم على ما فعلوه, فليس لهم به علم, وإنما هو تقليد, تلقوه عن آبائهم الضالين.
وقد يكون الإنسان لا علم عنده بما فعله, وهو - في نفس الأمر - له حجة ما علمها.
فأخبر هنا, أن الله لم ينزل في ذلك سلطانا, أي: حجة تدل عليه, ويحوزه, بل قد أنزل البراهين القاطعة, على فساده, وبطلانه.
ثم توعد الظالمين منهم المعاندين للحق فقال: " وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " ينصرهم من عذاب الله, إذا نزل بهم وحل.
وهل لهؤلاء, الذين لا علم لهم بما عليه, قصد في اتباع الآيات والهدى إذا جاءهم؟ أم هم راضون بما عليه من الباطل؟ ذكر ذلك بقوله: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ " التي هي آيات الله الجليلة المستلزمة لبيان الحق من الباطل, لم يلتفتوا إليها, ولم يرفعوا بها رأسا.
بل " تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ " من بغضها وكراهتها, ترى وجوههم معبسة, وأبشارهم مكفهرة.
" يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " أي: يكادون يوقعون بهم القتل والضرب البليغ, من شدة بغضهم, وبغض الحق وعداوته.
فهذه الحالة من الكفار بئست الحالة, وشرها بئس الشر.
ولكن ثم ما هو شر منها, حالتهم التي يئولون إليها, فلهذا قال: " قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " فهذه شرها طويل عريض, ومكروهها وآلامها, تزداد على الدوام.
وأنه لا مستند لهم على ما فعلوه, فليس لهم به علم, وإنما هو تقليد, تلقوه عن آبائهم الضالين.
وقد يكون الإنسان لا علم عنده بما فعله, وهو - في نفس الأمر - له حجة ما علمها.
فأخبر هنا, أن الله لم ينزل في ذلك سلطانا, أي: حجة تدل عليه, ويحوزه, بل قد أنزل البراهين القاطعة, على فساده, وبطلانه.
ثم توعد الظالمين منهم المعاندين للحق فقال: " وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " ينصرهم من عذاب الله, إذا نزل بهم وحل.
وهل لهؤلاء, الذين لا علم لهم بما عليه, قصد في اتباع الآيات والهدى إذا جاءهم؟ أم هم راضون بما عليه من الباطل؟ ذكر ذلك بقوله: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ " التي هي آيات الله الجليلة المستلزمة لبيان الحق من الباطل, لم يلتفتوا إليها, ولم يرفعوا بها رأسا.
بل " تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ " من بغضها وكراهتها, ترى وجوههم معبسة, وأبشارهم مكفهرة.
" يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " أي: يكادون يوقعون بهم القتل والضرب البليغ, من شدة بغضهم, وبغض الحق وعداوته.
فهذه الحالة من الكفار بئست الحالة, وشرها بئس الشر.
ولكن ثم ما هو شر منها, حالتهم التي يئولون إليها, فلهذا قال: " قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " فهذه شرها طويل عريض, ومكروهها وآلامها, تزداد على الدوام.
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ↓
وهل لهؤلاء, الذين لا علم لهم بما عليه, قصد في اتباع الآيات والهدى إذا جاءهم؟ أم هم راضون بما عليه من الباطل؟ ذكر ذلك بقوله: " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ " التي هي آيات الله الجليلة المستلزمة لبيان الحق من الباطل, لم يلتفتوا إليها, ولم يرفعوا بها رأسا.
بل " تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ " من بغضها وكراهتها, ترى وجوههم معبسة, وأبشارهم مكفهرة.
" يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " أي: يكادون يوقعون بهم القتل والضرب البليغ, من شدة بغضهم, وبغض الحق وعداوته.
فهذه الحالة من الكفار بئست الحالة, وشرها بئس الشر.
ولكن ثم ما هو شر منها, حالتهم التي يئولون إليها, فلهذا قال: " قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " فهذه شرها طويل عريض, ومكروهها وآلامها, تزداد على الدوام.
بل " تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ " من بغضها وكراهتها, ترى وجوههم معبسة, وأبشارهم مكفهرة.
" يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا " أي: يكادون يوقعون بهم القتل والضرب البليغ, من شدة بغضهم, وبغض الحق وعداوته.
فهذه الحالة من الكفار بئست الحالة, وشرها بئس الشر.
ولكن ثم ما هو شر منها, حالتهم التي يئولون إليها, فلهذا قال: " قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " فهذه شرها طويل عريض, ومكروهها وآلامها, تزداد على الدوام.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ↓
هذا مثل ضربه الله, لقبح عبادة الأوثان, وبيان نقصان عقول من عبدها, وضعف الجميع فقال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ " هذا خطاب للمؤمنين والكفار, المؤمنون يزدادون علما وبصيرة, والكافرون, تقوم عليهم الحجة.
" ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ " أي: ألقوا إليه أسماعكم, وافهموا ما احتوى عليه, ولا يصادف منكم قلوبا لاهية, وأسماعا معرضة, بل ألقوا إليه القلوب والأسماع, وهو هذا.
" إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " شمل ما يدعى من دون الله.
" لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا " الذي هو من أحقر المخلوقات وأخسها.
فليس في قدرتهم, خلق هذا المخلوق الضعيف, فما فوقه من باب أولى.
" وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ " بل أبلغ من ذلك " وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ " وهذا غاية ما يصير من العجز.
" ضَعُفَ الطَّالِبُ " الذي هو المعبود من دون الله " وَالْمَطْلُوبُ " الذي هو الذباب, فكل منهما ضعيف.
وأضعف منهما, من يتعلقون بهذا الضعيف, وينزلونه منزلة رب العالمين.
" ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ " أي: ألقوا إليه أسماعكم, وافهموا ما احتوى عليه, ولا يصادف منكم قلوبا لاهية, وأسماعا معرضة, بل ألقوا إليه القلوب والأسماع, وهو هذا.
" إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " شمل ما يدعى من دون الله.
" لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا " الذي هو من أحقر المخلوقات وأخسها.
فليس في قدرتهم, خلق هذا المخلوق الضعيف, فما فوقه من باب أولى.
" وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ " بل أبلغ من ذلك " وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ " وهذا غاية ما يصير من العجز.
" ضَعُفَ الطَّالِبُ " الذي هو المعبود من دون الله " وَالْمَطْلُوبُ " الذي هو الذباب, فكل منهما ضعيف.
وأضعف منهما, من يتعلقون بهذا الضعيف, وينزلونه منزلة رب العالمين.
فهؤلاء " مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ " حيث سووا الفقير العاجز من جميع الوجوه, بالغني القوي من جميع الوجوه.
سووا من لا يملك لنفسه, ولا لغيره نفعا ولا ضرا, ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, بمن هو النافع الضار, المعطي المانع, مالك الملك.
والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف.
" إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " أي: كامل القوة, كامل العزة.
ومن كمال قوته وعزته, أن نواصي الخلق بيديه, وأنه لا يتحرك متحرك, ولا يسكن ساكن, إلا بإرادته ومشيئته, فما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن.
ومن كمال قوته, أن يمسك السماوات والأرض أن تزولا.
ومن كمال قوته, أنه يبعث الخلق كلهم, أولهم وآخرهم, بصيحة واحدة.
ومن كمال قوته, أنه أهلك الجبابرة, والأمم العاتية, بشيء يسير, وسوط من عذابه.
سووا من لا يملك لنفسه, ولا لغيره نفعا ولا ضرا, ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, بمن هو النافع الضار, المعطي المانع, مالك الملك.
والمتصرف فيه بجميع أنواع التصريف.
" إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " أي: كامل القوة, كامل العزة.
ومن كمال قوته وعزته, أن نواصي الخلق بيديه, وأنه لا يتحرك متحرك, ولا يسكن ساكن, إلا بإرادته ومشيئته, فما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن.
ومن كمال قوته, أن يمسك السماوات والأرض أن تزولا.
ومن كمال قوته, أنه يبعث الخلق كلهم, أولهم وآخرهم, بصيحة واحدة.
ومن كمال قوته, أنه أهلك الجبابرة, والأمم العاتية, بشيء يسير, وسوط من عذابه.
لما بين تعالى كماله وضعف الأصنام, وأنه المعبود حقا, بين حالة الرسل, وتميزهم عن الخلق, بما تميزوا به, من الفضائل فقال: " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ " أي: يختار ويجتبي من الملائكة رسلا, ومن الناس رسلا, يكونون أزكى ذلك النوع, وأجمعه لصفات المجد, وأحقه بالاصطفاء.
فالرسل, لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق.
والذي اختارهم, واجتباهم, ليس جاهلا بحقائق الأشياء, أو يعلم شيئا دون شيء وأن المصطفى لهم, السميع, البصير, الذي قد أحاط علمه وسمعه وبصره بجميع الأشياء.
فاختياره إياهم, عن علم منه, أنهم أهل لذلك, وأن الوحي يصلح فيهم كما قال تعالى: " اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " .
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: هو يرسل الرسل, يدعون الناس إلى الله.
فمنهم المجيب, ومنهم الراد لدعوتهم, ومنهم العامل, ومنهم الناكل فهذا وظيفة الرسل.
وأما الجزاء على تلك الأعمال, فمصيرها إلى الله, فلا تعدم منه, فضلا وعدلا.
فالرسل, لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق.
والذي اختارهم, واجتباهم, ليس جاهلا بحقائق الأشياء, أو يعلم شيئا دون شيء وأن المصطفى لهم, السميع, البصير, الذي قد أحاط علمه وسمعه وبصره بجميع الأشياء.
فاختياره إياهم, عن علم منه, أنهم أهل لذلك, وأن الوحي يصلح فيهم كما قال تعالى: " اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " .
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: هو يرسل الرسل, يدعون الناس إلى الله.
فمنهم المجيب, ومنهم الراد لدعوتهم, ومنهم العامل, ومنهم الناكل فهذا وظيفة الرسل.
وأما الجزاء على تلك الأعمال, فمصيرها إلى الله, فلا تعدم منه, فضلا وعدلا.
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: هو يرسل الرسل, يدعون الناس إلى الله.
فمنهم المجيب, ومنهم الراد لدعوتهم, ومنهم العامل, ومنهم الناكل فهذا وظيفة الرسل.
وأما الجزاء على تلك الأعمال, فمصيرها إلى الله, فلا تعدم منه, فضلا وعدلا.
فمنهم المجيب, ومنهم الراد لدعوتهم, ومنهم العامل, ومنهم الناكل فهذا وظيفة الرسل.
وأما الجزاء على تلك الأعمال, فمصيرها إلى الله, فلا تعدم منه, فضلا وعدلا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ↓
يأمر تعالى, عباده المؤمنين بالصلاة, وخص منها الركوع والسجود, لفضلهما وركنيتهما, وعبادته التي هي قرة العيون, وسلوة القلب المحزون, وأن ربوبيته وإحسانه على العباد, يقتضي منهم أن يخلصوا له العبادة, ويأمرهم بفعل الخير عموما.
وعلق تعالى, الفلاح على هذه الأمور فقال: " لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " .
أي: تفوزون بالمطلوب المرغوب, وتنجون من المكروه المرهوب.
فلا طريق للفلاح, سوى الإخلاص في عبادة الخالق, والسعي في نفع عبيده.
فمن وفق لذلك, فله القدح المعلى, من السعادة, والنجاح والفلاح.
وعلق تعالى, الفلاح على هذه الأمور فقال: " لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " .
أي: تفوزون بالمطلوب المرغوب, وتنجون من المكروه المرهوب.
فلا طريق للفلاح, سوى الإخلاص في عبادة الخالق, والسعي في نفع عبيده.
فمن وفق لذلك, فله القدح المعلى, من السعادة, والنجاح والفلاح.
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ↓
" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ " والجهل بذل الوسع, في حصول الغرض المطلوب.
فالجهاد في الحق جهاده, هو القيام التام بأمر الله, ودعوة الخلق إلى سبيله بكل طريق موصل إلى ذلك, من نصيحة وتعليم وقتال وأدب وزجر, ووعظ, وغير ذلك.
" هُوَ اجْتَبَاكُمْ " أي: اختاركم - يا معشر المسلمين - من بين الناس, واختار لكم الدين, ورضيه لكم, واختار لكم أفصل الكتب, وأفضل الرسل.
فقابلوا هذه المنحة العظيمة, بالقيام بالجهاد فيه حق القيام.
ولما كان قوله: " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ " ربما توهم متوهم أن هذا, من باب تكليف ما لا يطاق, أو تكليف ما يشق, احترز منه بقوله: " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " أي: مشقة وعسر, بل يسره غاية التيسير, وسهل بغاية السهولة.
فأولا ما أمر وألزم إلا بما هو سهل على النفوس, لا يثقلها, ولا يؤودها.
ثم إذا عرض بعض الأسباب الموجبة للتخفيف, خفف ما أمر به.
إما بإسقاطه, أو إسقاط بعضه.
ويؤخذ من هذه الآية, قاعدة شرعية وهي أن " المشقة تجلب التيسير " و " الضرورات تبيح المحظورات " .
قيدخل في ذلك من الأحكام الفروعية, شيء كثير معروف في كتب الأحكام.
" مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ " أي: هذه الملة المذكورة, والأوامر المزبورة, ملة أبيكم إبراهيم, التي ما زال عليها, فالزموها واستمسكوا بها.
" هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ " أي: في الكتب السابقة, أنتم مذكورون ومشهورون [أي: بأن إبراهيم سماكم: مسلمين].
" وَفِي هَذَا " أي: هذا الكتاب, وهذا الشرع أي: ما زال هذا الاسم لكم قديما وحديثا.
" لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ " بأعمالكم خيرها وشرها " وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ " لكونكم خير أمة أخرجت للناس, أمة وسطا عدلا خيارا.
تشهدون للرسل أنهم بلغوا أممهم, وتشهدون على الأمم أن رسلهم بلغتهم بما أخبركم الله به في كتابه.
" فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " بأركانها وشروطها, وحدودها, وجميع لوازمها.
" وَآتُوا الزَّكَاةَ " المفروضة لمستحقيها شكرا لله, على ما أولاكم.
" وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ " أي: امتنعوا به وتوكلوا عليه في ذلك, ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم.
" هُوَ مَوْلَاكُمْ " الذي يتولى أموركم, فيدبركم بحسن تدبيره, ويصرفكم على أحسن تقديره.
" فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " أي: نعم المولى لمن تولاه, فحصل له مطلوبه " وَنِعْمَ النَّصِيرُ " لمن استنصره فدفع عنه المكروه.
تم تفسير سورة الحج, والحمد لله رب العالمين
فالجهاد في الحق جهاده, هو القيام التام بأمر الله, ودعوة الخلق إلى سبيله بكل طريق موصل إلى ذلك, من نصيحة وتعليم وقتال وأدب وزجر, ووعظ, وغير ذلك.
" هُوَ اجْتَبَاكُمْ " أي: اختاركم - يا معشر المسلمين - من بين الناس, واختار لكم الدين, ورضيه لكم, واختار لكم أفصل الكتب, وأفضل الرسل.
فقابلوا هذه المنحة العظيمة, بالقيام بالجهاد فيه حق القيام.
ولما كان قوله: " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ " ربما توهم متوهم أن هذا, من باب تكليف ما لا يطاق, أو تكليف ما يشق, احترز منه بقوله: " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " أي: مشقة وعسر, بل يسره غاية التيسير, وسهل بغاية السهولة.
فأولا ما أمر وألزم إلا بما هو سهل على النفوس, لا يثقلها, ولا يؤودها.
ثم إذا عرض بعض الأسباب الموجبة للتخفيف, خفف ما أمر به.
إما بإسقاطه, أو إسقاط بعضه.
ويؤخذ من هذه الآية, قاعدة شرعية وهي أن " المشقة تجلب التيسير " و " الضرورات تبيح المحظورات " .
قيدخل في ذلك من الأحكام الفروعية, شيء كثير معروف في كتب الأحكام.
" مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ " أي: هذه الملة المذكورة, والأوامر المزبورة, ملة أبيكم إبراهيم, التي ما زال عليها, فالزموها واستمسكوا بها.
" هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ " أي: في الكتب السابقة, أنتم مذكورون ومشهورون [أي: بأن إبراهيم سماكم: مسلمين].
" وَفِي هَذَا " أي: هذا الكتاب, وهذا الشرع أي: ما زال هذا الاسم لكم قديما وحديثا.
" لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ " بأعمالكم خيرها وشرها " وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ " لكونكم خير أمة أخرجت للناس, أمة وسطا عدلا خيارا.
تشهدون للرسل أنهم بلغوا أممهم, وتشهدون على الأمم أن رسلهم بلغتهم بما أخبركم الله به في كتابه.
" فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " بأركانها وشروطها, وحدودها, وجميع لوازمها.
" وَآتُوا الزَّكَاةَ " المفروضة لمستحقيها شكرا لله, على ما أولاكم.
" وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ " أي: امتنعوا به وتوكلوا عليه في ذلك, ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم.
" هُوَ مَوْلَاكُمْ " الذي يتولى أموركم, فيدبركم بحسن تدبيره, ويصرفكم على أحسن تقديره.
" فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " أي: نعم المولى لمن تولاه, فحصل له مطلوبه " وَنِعْمَ النَّصِيرُ " لمن استنصره فدفع عنه المكروه.
تم تفسير سورة الحج, والحمد لله رب العالمين