الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِذَا السَّمَاء تَصَدَّعَتْ وَتَقَطَّعَتْ فَكَانَتْ أَبْوَابًا .
وَقَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وحقت } يَقُول : وَسُمِعَتْ السَّمَوَات فِي تَصَدُّعهَا وَتَشَقُّقهَا لِرَبِّهَا , وَأَطَاعَتْ لَهُ فِي أَمْره إِيَّاهَا . وَالْعَرَب تَقُول : أَذِنَ لَك فِي هَذَا الْأَمْر أَذَنًا بِمَعْنَى : اِسْتَمَعَ لَك , وَمِنْهُ الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَذِنَ اللَّه لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ " يَعْنِي بِذَلِكَ : مَا اِسْتَمَعَ اللَّه لِشَيْءٍ كَاسْتِمَاعِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : صُمّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْت بِهِ وَإِنْ ذُكِرْت بِسُوءٍ عِنْدهمْ أَذِنُوا وَأَصْل قَوْلهمْ فِي الطَّاعَة : سَمِعَ لَهُ مِنْ الِاسْتِمَاع , يُقَال مِنْهُ : سَمِعْت لَك , بِمَعْنَى سَمِعْت قَوْلك وَأَطَعْت . فِيمَا قُلْت وَأَمَرْت . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28444 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي . قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ لِرَبِّهَا . 28445 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ أَوْ طَاعَتْ . 28446 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ . * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 28447 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ . * - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } : أَيْ سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ . 28448 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعَتْ الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } قَالَ : سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ . وَقَوْله : { وَحُقَّتْ } يَقُول : وَحَقَّقَ اللَّه عَلَيْهَا الِاسْتِمَاع بِالِانْشِقَاقِ , وَالِانْتِهَاء إِلَى طَاعَته فِي ذَلِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28449 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { وَحُقَّتْ } قَالَ : حُقِّقَتْ لِطَاعَةِ رَبّهَا . 28450 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ أَشْعَث بْن إِسْحَاق , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر { وَحُقَّتْ } وَحَقَّ لَهَا .
وَقَوْله : { وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا الْأَرْض بُسِطَتْ , فَزِيدَ فِي سَعَتهَا ; كَاَلَّذِي : 28451 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , عَنْ عَلِيّ بْن حُسَيْن , أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مَدَّ اللَّه الْأَرْض حَتَّى لَا يَكُون لِبَشَرٍ مِنْ النَّاس إِلَّا مَوْضِع قَدَمَيْهِ , فَأَكُون أَوَّل مَنْ يُدْعَى , وَجِبْرِيل عَنْ يَمِين الرَّحْمَن , وَاَللَّه مَا رَآهُ قَبْلهَا , فَأَقُول : يَا رَبّ إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّك أَرْسَلْته إِلَيَّ , فَيَقُول : صَدَقَ , ثُمَّ أَشْفَع فَأَقُول : يَا رَبّ عِبَادك عَبَدُوك فِي أَطْرَاف الْأَرْض , قَالَ : وَهُوَ الْمَقَام الْمَحْمُود " . 28452 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { مُدَّتْ } قَالَ : يَوْم الْقِيَامَة .
وَقَوْله : { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَأَلْقَتْ الْأَرْض مَا فِي بَطْنهَا مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَهْرهَا وَتَخَلَّتْ مِنْهُمْ إِلَى اللَّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28453 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } قَالَ : أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى . 28454 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } قَالَ : أَخْرَجَتْ أَثْقَالهَا وَمَا فِيهَا .
وَقَوْله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } يَقُول : وَسَمِعَتْ الْأَرْض فِي لِقَائِهَا مَا فِي بَطْنهَا مِنْ الْمَوْتَى إِلَى ظَهْرهَا أَحْيَاء , أَمْر رَبّهَا وَأَطَاعَتْ { وَحُقَّتْ } يَقُول : وَحَقَّقَهَا اللَّه لِلِاسْتِمَاعِ لِأَمْرِهِ فِي ذَلِكَ , وَالِانْتِهَاء إِلَى طَاعَته . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعَرَبِيَّة فِي مَوْقِع جَوَاب قَوْله : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } , وَقَوْله : { وَإِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } , فَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة : { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } عَلَى مَعْنَى قَوْله : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ , عَلَى التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة : قَالَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ : جَوَاب { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } قَوْله : { وَأَذِنَتْ } قَالَ : وَنَرَى أَنَّهُ رَأْي اِرْتَآهُ الْمُفَسِّر , وَشَبَّهَهُ بِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى : { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابهَا } 39 73 . لِأَنَّا لَمْ نَسْمَع جَوَابًا بِالْوَاوِ فِي إِذَا مُبْتَدَأَة , وَلَا كَلَام قَبْلهَا , وَلَا فِي إِذَا , إِذَا اُبْتُدِئَتْ ; قَالَ : وَإِنَّمَا تُجِيب الْعَرَب بِالْوَاوِ فِي قَوْله : حَتَّى إِذَا كَانَ , وَفَلَمَّا أَنْ كَانَ , لَمْ يُجَاوِزُوا ذَلِكَ ; قَالَ : وَالْجَوَاب فِي { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } وَفِي { إِذَا الْأَرْض مُدَّتْ } كَالْمَتْرُوكِ , لِأَنَّ الْمَعْنَى مَعْرُوف قَدْ تَرَدَّدَ فِي الْقُرْآن مَعْنَاهُ , فَعُرِفَ , وَإِنْ شِئْت كَانَ جَوَابه : يَا أَيّهَا الْإِنْسَان , كَقَوْلِ الْقَائِل : إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا , فَيَا أَيّهَا النَّاس تَرَوْنَ مَا عَمِلْتُمْ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , تَجْعَل يَا أَيّهَا الْإِنْسَان هُوَ الْجَوَاب , وَتُضْمَر فِيهِ الْفَاء , وَقَدْ فُسِّرَ جَوَاب { إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ } فِيمَا يَلْقَى الْإِنْسَان مِنْ ثَوَاب وَعِقَاب , فَكَأَنَّ الْمَعْنَى : تَرَى الثَّوَاب وَالْعِقَاب إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّ جَوَابه مَحْذُوف , تُرِكَ اِسْتِغْنَاء بِمَعْرِفَةِ الْمُخَاطَبِينَ بِهِ بِمَعْنَاهُ . وَمَعْنَى الْكَلَام : إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ رَأَى الْإِنْسَان مَا قَدَّمَ مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ , وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ قَوْله : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } وَالْآيَات بَعْدهَا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك عَامِل إِلَى رَبّك عَمَلًا فَمُلَاقِيه بِهِ : خَيْرًا كَانَ عَمَلك ذَلِكَ أَوْ شَرًّا ; يَقُول : فَلْيَكُنْ عَمَلك مِمَّا يُنْجِيك مِنْ سَخَطه , وَيُوجِب لَك رِضَاهُ , وَلَا يَكُنْ مِمَّا يُسْخِطهُ عَلَيْك فَتَهْلِك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28455 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنَى أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } يَقُول : تَعْمَل عَمَلًا تَلْقَى اللَّه بِهِ خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا . 28456 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه } إِنَّ كَدْحك يَا اِبْن آدَم لَضَعِيف , فَمَنْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَكُون كَدْحه فِي طَاعَة اللَّه فَلْيَفْعَلْ , وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ . 28457 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا } قَالَ : عَامِل لَهُ عَمَلًا . 28458 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَمِعْته يَقُول فِي ذَلِكَ { إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا } قَالَ : عَامِل إِلَى رَبّك عَمَلًا , قَالَ : كَدْحًا : الْعَمَل .
وَقَوْله : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَأَمَّا مَنْ أُعْطِيَ كِتَاب أَعْمَاله بِيَمِينِهِ ,
بِأَنْ يُنْظَر فِي أَعْمَاله , فَيُغْفَر لَهُ سَيِّئُهَا , وَيُجَازَى عَلَى حَسَنهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , وَجَاءَ الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28459 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن حَمْزَة , عَنْ عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " قُلْت : يَا رَسُول اللَّه مَا الْحِسَاب الْيَسِير ؟ قَالَ : " أَنْ يَنْظُر فِي سَيِّئَاته فَيَتَجَاوَز عَنْهُ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْمئِذٍ هَلَكَ " . * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثَنِي عَبْد الْوَاحِد بْن حَمْزَة بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَبَّاد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي بَعْض صَلَاته : " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " , فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قُلْت : يَا رَسُول اللَّه , مَا الْحِسَاب الْيَسِير ؟ قَالَ : " يَنْظُر فِي كِتَابه , وَيَتَجَاوَز لَهُ عَنْهُ , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْمئِذٍ يَا عَائِشَة هَلَكَ " . * - حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِيّ , قَالَ : ثَنَا مُسْلِم , عَنْ الْحَرِيش بْن الْخِرِّيت أَخِي الزُّبَيْر , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب , أَوْ مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ , قَالَ : ثُمَّ قَالَتْ : إِنَّمَا الْحِسَاب الْيَسِير : عَرْض عَلَى اللَّه وَهُوَ يَرَاهُمْ . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الْوَهَّاب , قَالَ : ثَنَا أَيُّوب , وَحَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَيُّوب , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " مَنْ حُوسِبَ يَوْم الْقِيَامَة عُذِّبَ " , فَقُلْت : أَلَيْسَ اللَّه يَقُول : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : " لَيْسَ ذَلِكَ الْحِسَاب , إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْض , وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة عُذِّبَ " . * - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثَنَا رَوْح بْن عُبَادَة , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَامِر الْخَزَّاز , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا مُعَذَّبًا " , فَقُلْت : أَلَيْسَ يَقُول اللَّه : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : " ذَلِكَ الْعَرْض , إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب عُذِّبَ " , وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى أُصْبُعه كَأَنَّهُ يَنْكُتهُ . 28460 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : الْحِسَاب الْيَسِير : الَّذِي يُغْفَر ذُنُوبه , وَيُتَقَبَّل حَسَنَاته , وَيَسِير الْحِسَاب : الَّذِي يُعْفَى عَنْهُ , وَقَرَأَ : { وَيَخَافُونَ سُوء الْحِسَاب } 11 21 . وَقَرَأَ : { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّل عَنْهُمْ أَحْسَن مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَز عَنْ سَيِّئَاتهمْ فِي أَصْحَاب الْجَنَّة } 46 16 . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ عُثْمَان بْن الْأَسْوَد , قَالَ : ثَنِي اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّه { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : " ذَلِكَ الْعَرْض يَا عَائِشَة , وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب هَلَكَ " . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عُثْمَان بْن عَمْرو وَأَبُو دَاوُد , قَالَا : ثَنَا أَبُو عَامِر الْخَزَّاز , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ عَائِشَة , قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ " , قَالَتْ : فَقُلْت : أَلَيْسَ اللَّه يَقُول : { فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ : " ذَلِكَ الْعَرْض يَا عَائِشَة , وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَاب عُذِّبَ " . إِنْ قَالَ قَائِل : وَكَيْف قِيلَ : { فَسَوْفَ يُحَاسَب } وَالْمُحَاسَبَة لَا تَكُون إِلَّا مِنْ اِثْنَيْنِ , وَاَللَّه الْقَائِم بِأَعْمَالِهِمْ , وَلَا أَحَد لَهُ قِبَل رَبّه طَلِبَة فَيُحَاسِبهُ ؟ قِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ تَقْرِير مِنْ اللَّه لِلْعَبْدِ بِذُنُوبِهِ , وَإِقْرَار مِنْ الْعَبْد بِهَا , وَبِمَا أَحْصَاهُ كِتَاب عَمَله , فَذَلِكَ الْمُحَاسَبَة عَلَى مَا وَصَفْنَا , وَلِذَلِكَ قِيلَ : يُحَاسَب . * - حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , عَنْ أَبِي يُونُس الْقُشَيْرِيّ , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد , عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا هَلَكَ " قَالَتْ : فَقُلْت : يَا رَسُول اللَّه { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا } فَقَالَ : " ذَلِكَ الْعَرْض , لَيْسَ أَحَد يُحَاسَب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا هَلَكَ " .
وَقَوْله : { وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله مَسْرُورًا } يَقُول : وَيَنْصَرِف هَذَا الْمُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا إِلَى أَهْله فِي الْجَنَّة مَسْرُورًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28461 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَيَنْقَلِب إِلَى أَهْله مَسْرُورًا } قَالَ : إِلَى أَهْل أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ الْجَنَّة .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَأَمَّا مَنْ أُعْطِيَ كِتَابه مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس يَوْمئِذٍ وَرَاء ظَهْره , وَذَلِكَ أَنْ جَعَلَ يَده الْيُمْنَى إِلَى عُنُقه , وَجَعَلَ الشِّمَال مِنْ يَدَيْهِ وَرَاء ظَهْره , فَيَتَنَاوَل كِتَابه بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاء ظَهْره , وَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَحْيَانًا , أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبهمْ بِشَمَائِلِهِمْ , وَأَحْيَانًا أَنَّهُمْ يُؤْتَوْنَهَا مِنْ وَرَاء ظُهُورهمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28462 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَر , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره } قَالَ : يَجْعَل يَده مِنْ وَرَاء ظَهْره .
وَقَوْله : { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا } يَقُول : فَسَوْفَ يُنَادِي بِالْهَلَاكِ , وَهُوَ أَنْ يَقُول : وَاثُبُورَاه , وَاوَيْلَاه , وَهُوَ مِنْ قَوْلهمْ : دَعَا فُلَان لَهْفه : إِذَا قَالَ : وَالَهْفَاه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . وَقَدْ ذَكَرْنَا مَعْنَى الثُّبُور فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ , وَمَا فِيهِ مِنْ الرِّوَايَة . 28463 - حُدِّثْنَا عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { يَدْعُو ثُبُورًا } قَالَ : يَدْعُو بِالْهَلَاكِ .
وَقَوْله : { وَيَصْلَى سَعِيرًا } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْمَدِينَة وَالشَّام : " وَيُصَلَّى " بِضَمِّ الْيَاء وَتَشْدِيد اللَّام , بِمَعْنَى : أَنَّ اللَّه يُصْلِيهِمْ تَصْلِيَة بَعْد تَصْلِيَة , وَإِنْضَاجَة بَعْد إِنْضَاجَة , كَمَا قَالَ تَعَالَى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودهمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرهَا } 4 56 , وَاسْتَشْهَدُوا لِتَصْحِيحِ قِرَاءَتهمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ , بِقَوْلِهِ : { ثُمَّ الْجَحِيم صَلُّوهُ } 69 31 . وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْض الْمَدَنِيِّينَ وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة وَالْبَصْرَة : { وَيَصْلَى } بِفَتْحِ الْيَاء وَتَخْفِيف اللَّام , بِمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَصْلَوْنَهَا وَيَرِدُونَهَا , فَيَحْتَرِقُونَ فِيهَا , وَاسْتَشْهَدُوا لِتَصْحِيحِ قِرَاءَتهمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ , بِقَوْلِ اللَّه : { يَصْلَوْنَهَا } 14 29 و { إِلَّا مَنْ هُوَ صَال الْجَحِيم } 37 163 . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله مَسْرُورًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله فِي الدُّنْيَا مَسْرُورًا , لِمَا فِيهِ مِنْ خِلَافه أَمْر اللَّه , وَرُكُوبه مَعَاصِيه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28464 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْله مَسْرُورًا } : أَيْ فِي الدُّنْيَا .
وَقَوْله : { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَذَا الَّذِي أُوتِيَ كِتَابه وَرَاء ظَهْره يَوْم الْقِيَامَة , ظَنَّ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَنْ يَرْجِع إِلَيْنَا , وَلَنْ يُبْعَث بَعْد مَمَاته , فَلَمْ يَكُنْ يُبَالِي مَا رَكِبَ مِنْ الْمَآثِم , لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو ثَوَابًا , وَلَمْ يَكُنْ يَخْشَى عِقَابًا ; يُقَال مِنْهُ : حَارَ فُلَان عَنْ هَذَا الْأَمْر : إِذَا رَجَعَ عَنْهُ , وَمِنْهُ الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْحَوَر بَعْد الْكَوَر " يَعْنِي بِذَلِكَ : مِنْ الرُّجُوع إِلَى الْكُفْر , بَعْد الْإِيمَان . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28465 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { أَنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } يَقُول : يُبْعَث . 28466 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور بَلَى } قَالَ : أَنْ لَا يَرْجِع إِلَيْنَا . 28467 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } : أَنْ لَا مَعَاد لَهُ وَلَا رَجْعَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : أَنْ لَنْ يَنْقَلِب : يَقُول : أَنْ لَنْ يُبْعَث . 28468 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , { ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : يَرْجِع . 28469 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { أَنْ لَنْ يَحُور } قَالَ : أَنْ لَنْ يَنْقَلِب .
وَقَوْله : { بَلَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : بَلَى لَيَحُورَنَّ وَلَيَرْجِعَنَّ إِلَى رَبّه حَيًّا , كَمَا كَانَ قَبْل مَمَاته .
وَقَوْله : { إِنَّ رَبّه كَانَ بِهِ بَصِيرًا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ رَبّ هَذَا الَّذِي ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور , كَانَ بِهِ بَصِيرًا , إِذْ هُوَ فِي الدُّنْيَا , بِمَا كَانَ يَعْمَل فِيهَا مِنْ الْمَعَاصِي , وَمَا إِلَيْهِ يَصِير أَمْره فِي الْآخِرَة , عَالِم بِذَلِكَ كُلّه .
وَقَوْله : { إِنَّ رَبّه كَانَ بِهِ بَصِيرًا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : إِنَّ رَبّ هَذَا الَّذِي ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُور , كَانَ بِهِ بَصِيرًا , إِذْ هُوَ فِي الدُّنْيَا , بِمَا كَانَ يَعْمَل فِيهَا مِنْ الْمَعَاصِي , وَمَا إِلَيْهِ يَصِير أَمْره فِي الْآخِرَة , عَالِم بِذَلِكَ كُلّه .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَا أُقْسِم بِالشَّفَقِ } وَهَذَا قَسَم أَقْسَمَ رُبَّمَا بِالشَّفَقِ , وَالشَّفَق : الْحُمْرَة فِي الْأُفُق مِنْ نَاحِيَة الْمَغْرِب مِنْ الشَّمْس فِي قَوْل بَعْضهمْ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ الْحُمْرَة كَمَا قُلْنَا , وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِرَاق . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ النَّهَار . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28470 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْأَحْمَسِيّ , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا الْعَوَّام بْن حَوْشَب , قَالَ : قُلْت لِمُجَاهِدٍ : الشَّفَق , قَالَ : لَا تَقُلْ الشَّفَق , إِنَّ الشَّفَق مِنْ الشَّمْس , وَلَكِنْ قُلْ : حُمْرَة الْأُفُق . 28471 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : الشَّفَق , قَالَ : النَّهَار كُلّه . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { فَلَا أُقْسِم بِالشَّفَقِ } قَالَ : النَّهَار . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . وَقَالَ آخَرُونَ : الشَّفَق : هُوَ اِسْم لِلْحُمْرَةِ وَالْبَيَاض , وَقَالُوا : هُوَ مِنْ الْأَضْدَاد . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنْ يُقَال : إِنَّ اللَّه أَقْسَمَ بِالنَّهَارِ مُدْبِرًا , وَاللَّيْل مُقْبِلًا . وَأَمَّا الشَّفَق الَّذِي تَحِلّ بِهِ صَلَاة الْعِشَاء , فَإِنَّهُ لِلْحُمْرَةِ عِنْدنَا , لِلْعِلَّةِ الَّتِي قَدْ بَيَّنَّاهَا فِي كِتَابنَا كِتَاب الصَّلَاة .
وَقَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَاللَّيْل وَمَا جَمَعَ , مِمَّا سَكَنَ وَهَدَأَ فِيهِ مِنْ ذِي رُوح كَانَ يَطِير , أَوْ يَدِبّ نَهَارًا , يُقَال مِنْهُ : وَسَقْته أَسِقهُ وَسْقًا , وَمِنْهُ : طَعَام مَوْسُوق , وَهُوَ الْمَجْمُوع فِي غَرَائِر أَوْ وِعَاء , وَمِنْهُ الْوَسْق , وَهُوَ الطَّعَام الْمُجْتَمِع الْكَثِير , مِمَّا يُكَال أَوْ يُوزَن , يُقَال : هُوَ سِتُّونَ صَاعًا , وَبِهِ جَاءَ الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28472 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَمَا جَمَعَ . 28473 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مُسْتَوْسِقَات لَوْ يَجِدْنَ سَائِقًا 28474 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن عَنْ قَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ . 28475 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ , يَقُول : مَا آوَى فِيهِ مِنْ دَابَّة . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } : وَمَا لَفَّ . 28476 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ , وَمَا أُدْخِلَ فِيهِ . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مُسْتَوْسِقَات لَوْ يَجِدْنَ حَادِيًا 28477 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : وَمَا جَمَعَ مِنْ نَجْم أَوْ دَابَّة . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ . 28478 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ . قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا جَمَعَ , مُجْتَمِع فِيهِ الْأَشْيَاء الَّتِي يَجْمَعهَا اللَّه , الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهِ , وَأَشْيَاء تَكُون فِي اللَّيْل لَا تَكُون فِي النَّهَار , مَا جَمَعَ مِمَّا فِيهِ مَا يَأْوِي إِلَيْهِ , فَهُوَ مِمَّا جَمَعَ . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : مَا لَفَّ عَلَيْهِ . * - قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : وَمَا دَخَلَ فِيهِ . 28479 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } : وَمَا جَمَعَ . * - قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ نَافِع بْن عُمَر , عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَمَا وَسَقَ } : وَمَا جَمَعَ , أَلَمْ تَسْمَع قَوْل الشَّاعِر : مُسْتَوْسِقَات لَمْ يَجِدْنَ سَائِقًا 28480 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا حَازَ إِذَا جَاءَ اللَّيْل . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَمَا سَاقَ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28481 - حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْمَرْوَزِيّ , قَالَ : ثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا حُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت عِكْرِمَة وَسُئِلَ { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَة , فَإِذَا كَانَ اللَّيْل , ذَهَبَ كُلّ شَيْء إِلَى مَأْوَاهُ . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , عَنْ عِكْرِمَة { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَقُول : مَا سَاقَ مِنْ ظُلْمَة , إِذَا جَاءَ اللَّيْل سَاقَ كُلّ شَيْء إِلَى مَأْوَاهُ . 28482 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله : { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } قَالَ : مَا سَاقَ مَعَهُ مِنْ ظُلْمَة إِذَا أَقْبَلَ . 28483 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله { وَاللَّيْل وَمَا وَسَقَ } يَعْنِي : وَمَا سَاقَ اللَّيْل مِنْ شَيْء جَمَعَهُ النُّجُوم , وَيُقَال : وَاللَّيْل وَمَا جَمَعَ .
وَقَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } يَقُول : وَبِالْقَمَرِ إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28484 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } يَقُول : إِذَا اِسْتَوَى . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ وَاسْتَوَى . 28485 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى . 28486 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن , عَنْ قَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ , إِذَا اِمْتَلَأَ . 28487 - حَدَّثَنِي أَبُو كُدَيْنَة , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر بْن أَبِي الْمُغِيرَة , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : لِثَلَاثِ عَشْرَة . 28488 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . * - قَالَ ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله . 28489 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله { إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى . 28490 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَوَى . 28491 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَدَارَ . 28492 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } : إِذَا اِسْتَوَى . 28493 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِجْتَمَعَ فَاسْتَوَى . 28494 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَالْقَمَر إِذَا اِتَّسَقَ } قَالَ : إِذَا اِسْتَوَى .
وَقَوْله : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَته , فَقَرَأَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَابْن مَسْعُود وَأَصْحَابه , وَابْن عَبَّاس وَعَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْكُوفَة : " لَتَرْكَبُنَّ " بِفَتْحِ التَّاء وَالْبَاء . وَاخْتَلَفَ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ فِي مَعْنَاهُ , فَقَالَ بَعْضهمْ : لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّد أَنْتَ حَالًا بَعْد حَال , وَأَمْرًا بَعْد أَمْر مِنْ الشَّدَائِد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28495 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هَشِيم , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْر , عَنْ مُجَاهِد , أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ يَقْرَأ : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَعْنِي نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ رَجُل حَدَّثَهُ , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل . * - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَقُول : حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَعْنِي : مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل , وَيُقَال : أَمْرًا بَعْد أَمْر , وَحَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا , عَنْ اِبْن عَبَّاس " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 28496 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . 28497 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا هَوْذَة , قَالَ : ثَنَا عَوْف , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سَأَلَ حَفْص الْحَسَن عَنْ قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : مَنْزِلًا عَنْ مَنْزِل , وَحَالًا عَنْ حَال . 28498 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا شَرِيك , عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عَائِشَة , قَالَ : سَأَلْت مُرَّة عَنْ قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . 28499 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَعْقُوب , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . 28500 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : حَالًا عَنْ حَال . * - قَالَ ثَنَا وَكِيع , عَنْ نَصْر , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : لَتَرْكَبُنَّ الْأُمُور حَالًا بَعْد حَال . 28501 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " يَقُول : حَالًا بَعْد حَال , وَمَنْزِلًا عَنْ مَنْزِل . 28502 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " مَنْزِلًا بَعْد مَنْزِل , وَحَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا حَكَّام , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : أَمْرًا بَعْد أَمْر . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا بَعْد طَبَق " قَالَ : أَمْرًا بَعْد أَمْر . وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ هَذِهِ الْمَقَالَة , وَقَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَة عُنِيَ بِذَلِكَ : لَتَرْكَبَن أَنْتَ يَا مُحَمَّد سَمَاء بَعْد سَمَاء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28503 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : قَالَ الْحَسَن وَأَبُو الْعَالِيَة " لَتَرْكَبُنَّ " يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { طَبَقًا عَنْ طَبَق } السَّمَوَات . 28504 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جَابِر , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوق " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : أَنْتَ يَا مُحَمَّد سَمَاء عَنْ سَمَاء . 28505 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ الشَّعْبِيّ , قَالَ : سَمَاء بَعْد سَمَاء . 28506 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ جَابِر , عَنْ عَامِر , عَنْ عَلْقَمَة , عَنْ عَبْد اللَّه , قَالَ : سَمَاء فَوْق سَمَاء . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : لَتَرْكَبُنَّ الْآخِرَة بَعْد الْأُولَى . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28507 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : الْآخِرَة بَعْد الْأُولَى . وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَة : إِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَتَغَيَّر ضُرُوبًا مِنْ التَّغْيِير , وَتُشَقّ بِالْغَمَامِ مَرَّة , وَتَحْمَرّ أُخْرَى , فَتَصِير وَرْدَة كَالدِّهَانِ , وَتَكُون أُخْرَى كَالْمُهْلِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28508 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ قَيْس بْن وَهْب , عَنْ مُرَّة , عَنْ اِبْن مَسْعُود " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : السَّمَاء مَرَّة كَالدِّهَانِ , وَمَرَّة تُشَقَّق . * - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : سَمِعْت أَبَا الزَّرْقَاء الْهَمْدَانِيّ , وَلَيْسَ بِأَبِي الزَّرْقَاء الَّذِي يُحَدِّث فِي الْمَسْح عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ , قَالَ : سَمِعْت مَرَّة الْهَمْدَانِيّ , قَالَ : سَمِعْت عَبْد اللَّه يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : السَّمَاء . * - حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَعِيد الْكِنْدِيّ , قَالَ : ثَنَا عَلِيّ بْن غُرَاب , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : هِيَ السَّمَاء تَغْبَرّ وَتَحْمَرّ وَتُشَقَّق . * - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب , قَالَ : ثَنِي أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه , فِي قَوْله : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : هِيَ السَّمَاء تُشَقَّق , ثُمَّ تَحْمَرّ , ثُمَّ تَنْفَطِر ; قَالَ : وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : حَالًا بَعْد حَال . * - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم الْمَسْعُودِيّ , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدّه , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ : قَرَأَ عَبْد اللَّه هَذَا الْحَرْف : " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : السَّمَاء حَالًا بَعْد حَال , وَمَنْزِلَة بَعْد مَنْزِلَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه " لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق " قَالَ : هِيَ السَّمَاء . * - حَدَّثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي فَرْوَة , عَنْ مُرَّة , عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَرَأَهَا نَصْبًا , قَالَ : هِيَ السَّمَاء . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ إِبْرَاهِيم , عَنْ عَبْد اللَّه , قَالَ : هِيَ السَّمَاء تُغَيِّر لَوْنًا بَعْد لَوْن . وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ : { لَتَرْكَبُنَّ } بِالتَّاءِ , وَبِضَمِّ الْبَاء , عَلَى وَجْه الْخِطَاب لِلنَّاسِ كَافَّة , أَنَّهُمْ يَرْكَبُونَ أَحْوَال الشِّدَّة حَالًا بَعْد حَال . وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِالْيَاءِ , وَبِضَمِّ الْبَاء , عَلَى وَجْه الْخَبَر عَنْ النَّاس كَافَّة , أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ . وَأَوْلَى الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ : قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ وَبِفَتْحِ الْبَاء , لِأَنَّ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل مِنْ جَمِيعهمْ بِذَلِكَ وَرَدَ وَإِنْ كَانَ لِلْقِرَاءَاتِ الْأُخَر وُجُوه مَفْهُومَة . وَإِذَا كَانَ الصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا , فَالصَّوَاب مِنْ التَّأْوِيل قَوْل مَنْ قَالَ : " لَتَرْكَبُنَّ " أَنْتَ يَا مُحَمَّد حَالًا بَعْد حَال , وَأَمْرًا بَعْد أَمْر مِنْ الشَّدَائِد . وَالْمُرَاد بِذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ الْخِطَاب إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَجِّهًا , جَمِيع النَّاس , أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَ مِنْ شَدَائِد يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْوَاله أَحْوَالًا . وَإِنَّمَا قُلْنَا : عُنِيَ بِذَلِكَ مَا ذَكَرْنَا , أَنَّ الْكَلَام قَبْل قَوْله : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَق } جَرَى بِخِطَابِ الْجَمِيع , وَكَذَلِكَ بَعْده , فَكَانَ أَشْبَه أَنْ يَكُون ذَلِكَ نَظِير مَا قَبْله وَمَا بَعْده . وَقَوْله : { طَبَقًا عَنْ طَبَق } مِنْ قَوْل الْعَرَب : وَقَعَ فُلَان فِي بَنَات طَبَق : إِذَا وَقَعَ فِي أَمْر شَدِيد .
وَقَوْله : { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ لَا يُصَدِّقُونَ بِتَوْحِيدِ اللَّه , وَلَا يُقِرُّونَ بِالْبَعْثِ بَعْد الْمَوْت , وَقَدْ أَقْسَمَ لَهُمْ رَبّهمْ بِأَنَّهُمْ رَاكِبُونَ طَبَقًا عَنْ طَبَق , مَعَ مَا قَدْ عَايَنُوا مِنْ حُجَجه بِحَقِيقَةِ تَوْحِيده . وَقَدْ : 28509 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } : قَالَ : وَبِهَذَا الْحَدِيث , وَبِهَذَا الْأَمْر .
وَقَوْله : { وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآن لَا يَسْجُدُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ كِتَاب رَبّهمْ لَا يَخْضَعُونَ وَلَا يَسْتَكِينُونَ ; وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى السُّجُود قَبْل بِشَوَاهِدِهِ , فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَته .
قَوْله : { بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَتَنْزِيله .
وَقَوْله : { وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُوعُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا تُوعِيه صُدُور هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ , مِنْ التَّكْذِيب بِكِتَابِ اللَّه وَرَسُوله . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28510 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { يُوعُونَ } قَالَ : يَكْتُمُونَ . 28511 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُوعُونَ } قَالَ : الْمَرْء يُوعِي مَتَاعه وَمَاله هَذَا فِي هَذَا , وَهَذَا فِي هَذَا , هَكَذَا يَعْرِف أَقَلّه مَا يُوعُونَ مِنْ الْأَعْمَال , وَالْأَعْمَال السَّيِّئَة مِمَّا تُوعِيه قُلُوبهمْ , وَيَجْتَمِع فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْأَعْمَال الْخَيْر وَالشَّرّ , فَالْقُلُوب وِعَاء هَذِهِ الْأَعْمَال كُلّهَا , الْخَيْر وَالشَّرّ , يَعْلَم مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ , وَلَقَدْ وَعَى لَكُمْ مَا لَا يَدْرِي أَحَد مَا هُوَ مِنْ الْقُرْآن وَغَيْر ذَلِكَ , فَاتَّقُوا اللَّه وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا عَلَى مَكَارِم هَذِهِ الْأَعْمَال , بَعْض هَذِهِ الْخَبَث مَا يُفْسِدهَا . 28512 - اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { يُوعُونَ } قَالَ فِي صُدُورهمْ .
وَقَوْله : { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : فَبَشِّرْ يَا مُحَمَّد هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِ اللَّه , بِعَذَابٍ أَلِيم لَهُمْ عِنْد اللَّه مُوجِع
يَقُول : إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْهُمْ وَصَدَّقُوا , وَأَقَرُّوا بِتَوْحِيدِهِ , وَنُبُوَّة نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِالْبَعْثِ بَعْد الْمَمَات .
يَقُول : وَأَدَّوْا فَرَائِض اللَّه , وَاجْتَنَبُوا رُكُوب مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ رُكُوبه .
وَقَوْله : { لَهُمْ أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات , ثَوَاب غَيْر مَحْسُوب وَلَا مَنْقُوص. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28513 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله : { لَهُمْ أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَقُول : غَيْر مَنْقُوص . 28514 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَعْنِي : غَيْر مَحْسُوب . آخِر تَفْسِير سُورَة إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ.
يَقُول : وَأَدَّوْا فَرَائِض اللَّه , وَاجْتَنَبُوا رُكُوب مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ رُكُوبه .
وَقَوْله : { لَهُمْ أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات , ثَوَاب غَيْر مَحْسُوب وَلَا مَنْقُوص. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28513 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله : { لَهُمْ أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَقُول : غَيْر مَنْقُوص . 28514 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { أَجْر غَيْر مَمْنُون } يَعْنِي : غَيْر مَحْسُوب . آخِر تَفْسِير سُورَة إِذَا السَّمَاء اِنْشَقَّتْ.