logo
موقعٌ خاصٌ بالقرآنِ الكريمِ شاملٍ قراءةَ القرآنِ الكريمِ وتحميلِ المصاحفِ الكاملةِ والنادرةِ بأفضل الأصواتِ وتسجيلاتٍ لمشاهيرِ القراءِ .
اَلْقَائِمَة اَلرَّئِيسِيَّةِ
القراء الأكثر زيارة
أدعية الشيخ صلاح الجمل | دعاء صلاة التراويح
أدعية الشيخ صلاح الجمل | دعاء صلاة التراويح
سورة الرعد من السور المدنيّة التي أنزلَها الله -سبحانه تعالى- بواسطة الوحي جبريل -عليه السّلام- على قلب رسولِهِ -عليه الصّلام والسّلام- في المدينة المنورة، وهي من السور المثاني، وقد نزلتْ بعد سورة محمد، وترتيبها الثالثة عشرة في المصحف الشريف، فهي تقع في الجزء الثالث عشر وفي الحزب الخامس والعشرين والسادس والعشرين، ويبلغ عدد آياتِها ثلاثًا وأربعين آية، وهي ككلِّ السور المدينة تتناول في آياتِها الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء، وهذا المقال سيسلّط الضوء على هذه السورة من عدّة جوانب. سبب تسمية سورة الرعد لا اختلافَ في سبب تسمية هذه السورة بسورة الرعد، فالسببُ جليٌّ واضحٌ وضوح الشمس في كبد النهار، فقد سُمِّيت هذه السورة بهذا الاسم؛ لأنها تناولتْ في آياتِها تلك الظاهرة العجيبة التي تتجلّى فيها عظمة الله تعالى وقدرتُهُ على جمع النقيضين، قال تعالى: "ويسبِّح الرَّعدُ بحمدِهِ والملائكة من خيفتِهِ ويرسلُ الصَّواعقَ فيصيب بها من يشاء وهم يجادلونَ في الله وهو شديد المحال" [١]، فالرعد مخيف في ظاهرِهِ، إلّا أنّه يحملُ الخير والماء في باطِنِهِ، هذا الماء الذي ينزل من السحاب الذي يحملهُ ويحمل الصواعق، وفي الماء الحياة، قال تعالى: "وجعلنا من الماء كلّ شيء حيٍّ أفلا يؤمنون" [٢]، وفي الصواعق الفناء والهلاك وما أجمل قول الشاعر: جمعُ النقيضين من أسرارِ قدرتهِ هذا السحاب به ماءٌ به نارُ [٣]. سبب نزول سورة الرعد لقد وردَتْ روايات عدّة في سبب نزول سورة الرعد، وأسباب النزول في الآيات القرآنية مختلفة باختلاف الآية وحادثة نزول هذه الآية، وفيما يخصُّ هذه السورة تحديدًا، فمِمَّا وردَ في سبب نزولها: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "إنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعثَ رجلًا مرّةً إلى رجل من فراعنةِ العربِ، فقالَ: اذهب فادعهُ لي، فقال: يا رسول اللهِ، إنَّه أعتَى منْ ذلك، قال: اذهب فادعهُ لي، قال: فذهب إليه، فقالَ: يدعوكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال: وما الله، أمنْ ذهبٍ هو أو منْ فضةٍ أو من نحاس؟ قال: فرجعَ إلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرَهُ، وقالَ: قد أخبرتُكَ أنَّه أعتَى من ذلك، قال لي: كذا وكذا، فقال: ارجع إليه الثانية فادعه، فرجعَ إليه، فأعادَ عليهِ مثلَ الكلامِ الأول، فرجَعَ إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- فأخبرَهُ، فقالَ: ارجعْ إليه، فرجعَ الثَّالثة فأعادَ عليه ذلكَ الكلام، فبَيْنَا هوَ يكلِمُنِي إذ بُعِثَتْ إليهِ سحابةٌ حيالَ رأسِهِ، فرعدتْ فوقعتْ منها صاعقةٌ فذهبتْ بقحفِ رأسهِ، فأنزلَ اللهُ تَعَالى: "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال" [١]. قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: نزلتْ هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل، وأربد بن ربيعة، وذلك أنّهما أقبلا يريدان رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال رجل من أصحابه: يا رسولَ الله، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك، فقال: دعهُ فإنْ يردِ الله بهِ خيرًا يهدِهِ، فأقبل حتَّى قامَ عليهِ، فقال: يا محمد، ما ليَ إن أسلمت؟، قالَ: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم، قال: تجعل لي الأمر من بعدك؟، قال: لا ليس ذلك إليَّ، إنَّما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء، قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر، قال: لا، قال: فماذا تجعل لي؟، قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها، قال: أوليس ذلك إليَّ اليوم؟، وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلِّمهُ فَدُرْ من خلفه واضربه بالسيف، فجعل يخاصم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويراجعه، فدار أربد خلف النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليضربَهِ، فاخترطَ منْ سيفِهِ شبرًا، ثمَّ حبسَهُ الله تعالى فلم يقدرْ على سلِّهِ، وجعل عامر يومِئُ إليهِ، فالتفَتَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال: اللهم اكفنيهما بما شئت، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته، وولى عامر هاربًا، وقال: يا محمد، دعوتَ ربَّك فقتَلَ أربد، والله لأملأنَّها عليكَ خيلًا جردًا وفتيانًا مردًا، فقالَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء قيلة -وأبناء قيلة هم الأوس والخزرج- فنزل عامر بيت امرأة سلولية، فلمَّا أصبح ضمَّ عليه سلاحَهُ، فخرج وهو يقول: واللات والعزى، لئن أصحر محمَّدٌ إليَّ وصاحبُهُ -يعني ملك الموت- لأنفذنَّهُما برمْحِي، فلمَّا رأَى تعالى ذلك منه، أرسل ملكًا فلطمَهُ بجناحيهِ، فأذراهُ في التُّراب، وخرجتْ على ركبتهِ غدَّةٌ في الوقت عظيمةٌ كغدَّةِ البَعير، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت السلولية، ثمَّ ماتَ على ظهرِ فرسِهِ، وأنزل الله تعالى قولَهُ: "سَوَاءٌ منكُم منْ أَسَرَّ القَولَ ومن جهرَ بِه وَمنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ" [٤]. [٥]. فضل سورة الرعد لم يردْ في السنّة النبوية ما يدلُّ على فضل هذه السورة بشكلٍ مخصوص دونَ غيرها من سور القرآن الكريم، إلّا أن فضلَها يظهر جليًّا فيما حملتْ إلى البشر أجمعين من مواضيع عظيمة وقيّمة، فقد ركّزتْ على الرسالة والرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وتكلَّمتْ عن أركان العقيدة، وقد عالجت هذه السورة مسألة تكذيب المشركين للرسول -عليه الصّلاة والسّلام- واتهامهم له بأنّه ساحر وشاعر ومفترٍ وغير ذلك، فكانت سورة الرعد بيانًا من الله تعالى على صدق رسالة النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال تعالى:"وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ" [٦]. والله تعالى أعلم.
أرسل السورة لصديق
أرسل السورة إضغط هنا لتحميل السورة
حفظ عدد مرات التحميل : 952









قسمَ الأذكار
تصفح القرأن الكريم نسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفسير القرآن الكريم
تسجيلات الشيخ محمد الليثي
. .

شاركَ في تقييمِ موقعنا على Google
facebook