logo
موقعٌ خاصٌ بالقرآنِ الكريمِ شاملٍ قراءةَ القرآنِ الكريمِ وتحميلِ المصاحفِ الكاملةِ والنادرةِ بأفضل الأصواتِ وتسجيلاتٍ لمشاهيرِ القراءِ .
اَلْقَائِمَة اَلرَّئِيسِيَّةِ
القراء الأكثر زيارة
الشيخ هاني الرفاعي | سورة النور
الشيخ هاني الرفاعي | سورة النور
سورة النور القرآن الكريم هو نعمة من نعم الله تعالى التي منّ بها على الناس وأمرهم بالمحافظة عليه وقراءته وتدارسه والعمل بما جاءَ فيه، وتعد سورة النور من أفضل السور التي نزلت لتعتني بشؤون المجتمع والأُسرة والفرد عناية خاصة توجيهًا وتهذيبًا، وهي من السور المدنية التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أوقات وأماكن مختلفة إذ لم تنزل دفعة واحدة، وعدد آياتها 64 آية، نزلت بعد سورة الحشر، وترتيبها في المصحف الشريف رقم 24، تقع سورة النور في الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم، سميت السورة بهذا الاسم بسبب ما فيها من نور رباني ينير طريق الحياة الاجتماعية للناس بالتشريعات والأحكام والآداب الإسلامية لتنظم حياة الإنسان؛ إذ تُعد نورًا من الله تعالى على عباده وفيضًا من رحمته التي وسعت كل شيء، والنور الذي يملأُ حياة الإنسان وقلبه وروحه بالإيمان والفضائل، وما سوى ذلك الظلام والضلال للناس أجمعين، تناولت السورة عددًا من الأحكام الشرعية والتوجيهات التربوية الأخلاقية التي تُعنى بالأخلاق وأهم قضايا المجتمع والأسرة.[١] مطلع سورة النور بدأت السورة بقوله تعالى:{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}،[٢] افتتح الله تعالى سورة النور بهذه الآية الكريمة؛ أي أن الله تعالى فصلها وأنزل فيها مجموعة من الأحكام والفروض، فأخبر بأن كل هذه السورة كلام منزل من الله تعالى، وكل ما فيه هو ما فرضه الشارع الحكيم على الناس وألزمهم بها إلى قيام الساعة، فقد أخبرت هذه الافتتاحية أن سورة النور بما فيها من أحكام وتوجيهات هي فروض وحدود مختلفة مفصلة من الله تعالى، فبيّن الله فيها الحلال وأمر به، وبيّن الحرام ونهى عنه، وأنزل مع هذه الفروض آيات وعلامات بيّنة واضحة على الحق المبين، وهذه الدلالات تتجلى لمن تفكر وتدبر بلفكره وعقله بآيات الله، فيجد أنها من الله تعالى لتهدي الناس إلى صراطه المستقيم.[٣] موضوعات سورة النور تتناول سورة النور عدّة موضوعات تهتم بالعديد من جوانب الحياه المختلفة التي تحدد وتنظم شؤون الناس جميعًا بدءًا من الآداب الاجتماعية عامة وآداب البيوت خاصة من أخلاق وآداب وستر وعفاف، فبينت السورة الحرص الشديد على كرامة الأسرة وقيمة العرض، وما يجب على المجتمع كي يحفظ هذه الحرمات وفق ضوابط وعقوبات محددة ومفروضة من عند الله تعالى، أما أبرز موضوعاتها فقد اشتملت على:[٤] بيان حدّ الزنا والقذف وإظهار الأحكام والعقوبات الخاصة لهاتين الجريمتين لما لهما من آثار سلبية خطيرة على أمن وسلامة المجتمع عامة والأٌسرة خاصّة. تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك التي اتهمت بها زورًا وبهتانًا، فقد كان لها من الطهر والعفاف والإيمان ما لا يمكن أن يشكك به أحد إلّا كل مجرمٍ أفّاك، وقد أظهرت هذه السورة أن الأصل في المسلم حسن الظن. جاء التحذير واضحًا في هذه السورة من إشاعة الفاحشة في المجتمع لما له من آثار واضحة في هدم ودمار وخراب المجتمع وانهياره، وعكس الفاحشة هي الفضيلة التي بشيوعها ينهض المجتمع ويزيد استقراره. بيان آداب الاستئذان، إذ تطرقت السورة إلى أمرٍ بالغ الأهمية في حماية المجتمع من أسباب الجريمة، ونَهيْ النفس عن أسباب الإغراء والغواية، إذ بيّنت آداب البيوت، وآداب الاستئذان قبل الدخول، وضرورة غض البصر، وعدم إبداء الزينة لغير المحارم، وتزويج الفتيان والفتيات حتى لو كانوا فقراء فالله تعالى سيغنيهم من فضله، وفي هذا حماية من الفاحشة والطرق المؤدية إليها. التحذير من اتباع خطوات الشيطان التي لا تجلب للإنسان إلا السوء في الدنيا والآخرة، فالشيطان عدو الإنسان الذي يجره من ذنب إلى ذنب حتى يودي به في نار جهنم ثم يتبرأ منه. تبيان الآداب التي يجب اتباعها من قبل أصحاب البيت الواحد التي تشتمل على آداب الدخول إلى الغرف المخصصة للرجل وزوجته، وعدم دخول الأولاد على والديهم في أوقات مختلفة إلا بعد أخذ الإذن، أما الأولاد البالغين فعليهم الاستئذان في جميع الأوقات. تبيان الأحكام الخاصة بالقواعد من النساء اللاتي لم يعد للرجال رغبة بهن، فيمكنهن وضع ثيابهن دون تبرج. أشارت السورة كذلك إلى ضرورة الاهتمام ببيوت العبادة؛ لأن صلاح المجتمع يبدأ منها، فقد ذكر سبحانه وتعالى هذه البيوت ومكانتها ومنزلة من يعمرونها ويرتادونها وقلوبهم معلقة بها. تطرقت السورة أيضًا إلى الحديث عن آداب الضيافة للأقارب، والأصدقاء، والمعارف، والتعامل مع جماعة المسلمين كأُسرة واحدة اتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهديه. وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالاستخلاف في الأرض، والنصر والتمكين لهم ولدينهم على أعداء الدين. تعرضت السورة لحال المنافقين ومجافاتهم، وهم بلا شك يظهرون في كل زمان ومكان، وبالمقابل رسمت السورة جمال تأدب المؤمنين وأخلاقهم وطاعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم. ختمت السورة بإعلان ملكية الله جل وعلا لما في السموات والأرض، وأنه هو الخالق المالك لكل شيء فكل شيء خاضع لأمره ولإرادته سبحانه وعلمه بخلقه وما يخفون وما يعلنون، فهم إليه راجعون ليحاسبهم على أحوالهم وأفعالهم في الدنيا. آداب سورة النور ذُكر أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة "علّموا نساءكم سورة النور"؛ لأنّها تزودهم بالفوائد والأحكام الواجبة والملزمة لصلاح الفرد والمجتمع، فسورة النور زاخرة بالقوانين والأنظمة التي تصلح لكل زمان ومكان ولجميع الأعمار ولكلا الجنسين؛ وذلك لاشتمالها على جملة من الآداب التربوية الآتية: حملت السورة في طياتها باقة من الآداب الجنسية والأخلاقية بين الناس، وجاء ترتيب الآداب ليساعد على الفهم وسهولة التطبيق، فنجد ذلك في الحث على حفظ الفروج الذي أساسه غض البصر عن المحرمات، فالإنسان عندما يغض بصره يتجنّب الكثير من المحرمات التي نهى الله عن إتيانها، وأمر المرأة بالستر والبعد عن إظهار المفاتن والزينة التي من شأنها أن تحرك شهوة الرجال وتثير الفتنة في المجتمع، وجاء في هذه السورة الكريمة ذكر الزنا، إذ قدّم الله عز وجل الزانية على الزاني في العقوبه والجلد؛ لأن المرأة يتطلب منها العفان والاحتشام، وعليه فإن المثيرات كلها مرفوضة، وذكرت السورة في آياتها حرمة أعراض المسلمين والتكلم بها بين الناس بغير وجه حق أو دليل قطعي بذلك، وبينت الآيات الكريمة عقوبة من لم يلتزم بهذه الأخلاق التربوية والآداب الإنسانية والأحكام الشرعية، فكانت له عقوبة رادعة بينتها الآيات بكل دقة.[٥] ذكرت السورة آداب البيوت والاستئذان وأهمية تعليمها للصغار والكبار بالطريقة الصحية، وآدب إلقاء التحية على أهل البيت.[٦] جاء في السورة الكريمة تحديد للعلاقات بين المسلمين أهل الطهر والعفاف، والمشركين أهل الفسق والفجور، فقد حددت هذه السورة أن الزاني لا ينكح إلا زانية والزانية لا ينكحها إلا زانٍ، وبينت حد الزاني المحصن سواء أكان رجل أو إمرأة، وحد الزاني غير المحصن في توضيح بليغ
أرسل السورة لصديق
أرسل السورة إضغط هنا لتحميل السورة
حفظ عدد مرات التحميل : 746









قسمَ الأذكار
تصفح القرأن الكريم نسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفسير القرآن الكريم
تسجيلات الشيخ محمد الليثي
. .

شاركَ في تقييمِ موقعنا على Google
facebook