logo
موقعٌ خاصٌ بالقرآنِ الكريمِ شاملٍ قراءةَ القرآنِ الكريمِ وتحميلِ المصاحفِ الكاملةِ والنادرةِ بأفضل الأصواتِ وتسجيلاتٍ لمشاهيرِ القراءِ .
اَلْقَائِمَة اَلرَّئِيسِيَّةِ
القراء الأكثر زيارة
الشيخ عبد الباسط | سورة المائدة
الشيخ عبد الباسط | سورة المائدة
هي سورة مدنيّة، أنزلَها الله تعالى على قلبِ نبيّهِ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة بواسطة الوحي جبريل -عليه السّلام-، وهي السورة الخامسة في ترتيب المصحف بعد سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء، وقد نزلتْ بعد سورة الفتح، ويبلغ عدد آياتِها 120 آيةً؛ فهي من السور الطوال في القرآن الكريم، وتقع في الجزء السادس والسابع وفي الحزب الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ترتيب المصحف، وهذا المقال سيسلّط الضوء على سورة المائدة من محاور عدّة، كسببها تسميتها ونزولها، وفضلها. سبب تسمية سورة المائدة تتعدّد أسبابُ تسمية السور في القرآن الكريم، فكلُّ سورة لسبب يختلف في كثير من الأحياء عن سبب تسمية السورة الأخرى، وقد سُمِّيتَ سورة المائدة في القرآن والسنة بهذا الاسم؛ لأنَّ فيها قصة المائدة التي طلبها الحواريون من سيّدنا عيسى -عليه السَّلام- حتّى يؤمنوا به، وقد اختصت هذه السورة بذكرِ هذه القصة، حيث قال تعالى: "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مريمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ"، [١]، وسمِّيتَ سورةَ العقود لورود هذا اللفظ في أولها، كما سميت سورة المنقذة لأنَّها تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب كما في أثر مرفوع، أما تسميتها بسورة الأخيار فلما فيها من الحثِّ على الوفاء بالعهد الذي هو من شأن الأخيار الصالحين. [٢]. سبب نزول سورة المائدة إنَّ أسبابَ نزول طوال السور متعددة ومختلفة في الوقت والحادثة في الغالب، ولأنَّ سورة المائدة من الطوال، فقد تعددتْ أسباب نزولها، وهذا ما يصعّب حصر أسباب النزول جميعها، ومن هذه الأسباب: قال عبد الله بن عباس -رضيَ الله عنه-: نزلتْ في الحطم -واسمه شريح بن ضبيعة الكندي- أتى النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- منَ اليمامةِ إلى المدينةِ، فخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقال: إلام تدعو الناس؟ قال: "إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وإقامِ الصَّلاة وإيتاءِ الزَّكاة"، فقال: حسن، إلا أنَّ لي أمراء لا أقطع أمرًا دونهم، ولعلي أسلِّمُ وآتي بهم، وقد كان النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلَّم- قال لأصحابه: "يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان"، ثم خرج من عنده، فلمَّا خرج قال رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: "لقد دخلَ بوجهِ كافرٍ وخرجَ بعقبي غادرٍ، وما الرجل بمسلم"، فمرَّ بسرح المدينة فاستقاه، فطلبوه فعجزوا عنه، فلمَّا خرجَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عام القضية سمع تلبية حجاجِ اليمامة، فقال لأصحابه: "هذا الحطم وأصحابه"، وكان قد قلد ما نهب من سرح المدينة وأهداه إلى الكعبة، فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله" [٣]، يريد: ما أُشعر لله، وإن كان على غير دين الإسلام. وقال زيد بن أسلم: كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلََّم- وأصحابهُ بالحديبية حين صدَّهم المشركون عن البيت، وقد اشتدَّ ذلك عليهم، فمرَّ بهم قومٌ من المشركين يريدون العمرة، فقال أصحاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "نصدُّ هؤلاء كما صدَّنا أصحابُهم"، فأنزل الله تعالى: "يَا أَيُّها الذِينَ آمنوا لَا تُحلُّوا شعائِرَ اللَّهِ ولَا الشَّهرَ الحرَامَ ولَا الهَديَ ولَا القلَائدَ ولَا آمِّينَ البَيتَ الحَرامَ يبتغُونَ فضلًا من رَّبِّهمْ ورضوَانًا"، أي: ولا تعتدوا على هؤلاء المعتمرين أنْ صدَّكُمْ أصحابُهم. [٤]. فضل سورة المائدة إنَِّ كلَّ القرآن خيرٌ وبركة، وكلُّه كلام الله تعالى، وكلام الله هو أحسنُ الحديثِ، وكلُّه معجزٌ لا محالة، وفيه من الفضل ما يغني الناس أجمعين، فهو منهاج خير وهداية وصلاح لكلِّ البشرية وهو أقصر طريق للمدينة الفاضلة التي تحلم بها الإنسانية منذ الأزل، وسورة المائدة جاءتْ بموضوعاتٍ مُهمَّةٍ، فلا تستقيمُ حياة الناس إلا باتّباع شرائع الله التي سنّها في هذه السورة العظيمة، فقد حرّم الله تعالى فيها الخمر والميسر والأنصاب والأزلام واعتبرها رجسًا من الشيطان الرجيم، فلا تسقيم حياة البشر إلّا باتباع هذه الشرائع والأحكام الإلهيّة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". [٥]، لذلك كان فضل هذه السورة عظيمًا في ضبط حياة الناس للحصول على مجتمع فاضل خالٍ ممّا يغضب الله سبحانه وتعالى. [٦].
أرسل السورة لصديق
أرسل السورة إضغط هنا لتحميل السورة
حفظ عدد مرات التحميل : 1104









قسمَ الأذكار
تصفح القرأن الكريم نسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفسير القرآن الكريم
تسجيلات الشيخ محمد الليثي
. .

شاركَ في تقييمِ موقعنا على Google
facebook